11 - العدد (1): في الثامن عشر من ذي الحجة من سنة خمس وثلاثين من الهجرة قتل عثمان بن عفان بن الحكم بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي (2)، كنيته: أبو عمرو، وأبو عبد الله، وأبو ليلى، مولده في السنة السادسة بعد (3) الفيل بعد ميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله بقليل.
مدة ولايته اثنا عشر سنة إلا أياما، قتل بالسيف وله يومئذ اثنتان وثمانون سنة، وقيل: ست وثمانون سنة، وأخرج من الدار وألقي على بعض مزابل المدينة لا يقدم أحد على مواراته خوفا من المهاجرين والأنصار، حتى احتيل لدفنه بعد ثلاث، فأخذ سرا فدفن في حش كوكب، وهي مقبرة كانت لليهود بالمدينة، فلما ولي معاوية بن أبي سفيان وصلها بمقابر أهل الاسلام.
وفي هذا اليوم بعينه بايع الناس أمير المؤمنين عليه السلام بعد عثمان، ورجع الامر إليه في الظاهر والباطن، واتفقت الكافة عليه طوعا بالاختيار (4)، وفي هذا اليوم فلج موسى بن عمران من السحرة (5)، وأخزى الله عز وجل فرعون وجنوده من أهل الكفر والضلال، وفيه نجى الله تعالى إبراهيم عليه السلام من النار وجعلها بردا وسلاما كما نطق به القرآن، وفيه نصب موسى بن عمران وصيه يوشع بن نون ونطق بفضله على رؤوس الاشهاد، وفيه أظهر عيسى وصيه شمعون الصفا، وفيه أشهد سليمان بن داود عليهما السلام سائر رعيته على استخلاف آصف وصيه عليه السلام، وفيه نصب رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام (6) ودل على فضله بالآيات والبينات، وهو يوم كثير البركات.