بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣١ - الصفحة ٤٧١
والظاهر أن المراد من النفض منعهم (1) من غصب الأموال وأخذ ما في أيديهم من الأموال المغصوبة، ودفع بغيهم وظلمهم ومجازاتهم بسيئات أعمالهم.
وقال ابن أبي الحديد (2): اعلم أن أصل هذا الخبر قد رواه أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني (3)، بإسناد رفعه إلى حرب (4) بن حبيش، قال: بعثني سعيد بن العاص - وهو يومئذ أمير الكوفة من قبل عثمان - بهدايا إلى أهل المدينة، وبعث معي هدية إلى علي عليه السلام، وكتب إليه: أني لم أبعث إلى أحد أكثر مما بعثت به إليك، إلا أمير المؤمنين (5)، فلما أتيت عليا وقرأ كتابه (6) قال: لشد ما تخطر علي بنو أمية تراث محمد صلى الله عليه [وآله]، أما والله لئن وليتها لأنفضنها نفض القصاب التراب الوذمة.
قال أبو الفرج: وهذا خطأ، وإنما هو: الوذام التربة.
قال (7): وحدثني (8) بذلك أحمد بن عبد العزيز الجوهري، عن عمر بن شيبة، بإسناده - ذكره في الكتاب - أن سعيد بن العاص حيث كان أمير الكوفة بعث مع ابن أبي عائشة مولاه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام بصلة، فقال علي عليه السلام: والله لا يزال غلام من غلمان بني أمية يبعث إلينا مما أفاء الله على رسوله بمثل قوت الأرملة، والله لئن بقيت لأنفضنها كما ينفض القصاب التراب

(1) في (ك): منهم.
(2) في شرحه على نهج البلاغة 6 / 174، بتصرف.
(3) الأغاني 2 / 144 (طبعة دار الكتب)، مع اختلاف كثير أشرنا له.
(4) في المصدر: الحارث، وفي (س): الحرب - بالألف واللام -.
(5) في الأغاني: إلا شيئا في خزائن أمير المؤمنين.
(6) في الأغاني زيادة: فأخبرته.
(7) أي ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 6 / 175، بتصرف.
(8) الخبر في الأغاني: عن أبي زيد، عن عبد الله بن محمد بن حكيم الطائي، عن السعدي، عن أبيه..
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»
الفهرست