بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣١ - الصفحة ٣٠٠
صلى الله عليه وآله يقول [كذا] - وعثمان محصور قد حيل بينه وبين الماء -: أحسن أبو محمد حين حال بينه وبين الماء. فقالت لها (1): يا أمه! على عثمان. فقالت: إن عثمان غير سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسنة الخليفتين من قبله فحل دمه.
وذكر الواقدي في تاريخه، عن كريمة بنت المقداد، قالت: دخلت على عائشة، فقالت: إن عثمان أرسل إلي أن أرسل إلى طلحة فأبيت، وأرسل إلي أن أقيمي ولا تخرجي إلى مكة، فقلت: قد جبلت (2) ظهري وغريت (3) غرائري، وإني خارجة غدا إن شاء الله، لا والله ما أراني ارجع حتى يقتل، قالت: قلت:
بما قدمت يداه، كان أبي - تعني المقداد - ينصح له فيأبى إلا تقريب مروان وسعيد ابن عامر، قالت عائشة: حبهم والله صنع ما ترين، حمل إلى سعيد بن العاص (4) مائة ألف، والى عبد الله بن خالد بن أسيد ثلاثمائة ألف، والى حارث (5) بن الحكم مائة ألف، وأعطى مروان خمس إفريقية لا يدري كم هو، فلم يكن الله ليدع عثمان.
وذكر في تاريخه، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أبيه، عن عائشة أنها كانت أشد الناس على عثمان تحرض الناس عليه وتؤلب حتى قتل (6)، فلما قتل وبويع

(١) لا توجد: لها، في (س).
(٢) في (ك): جلبت.
(٣) توجد نسخة بدل في (ك): غررت.
(٤) في (س): العباس، وهو غلط.
(٥) في (س): الحارث - بالألف واللام -.
(٦) مصادر حول إنكار عائشة غير ما مر: طبقات ابن سعد ٥ / ٢٥، أنساب البلاذري ٥ / ٧٠، ٧٥، ٩١، الإمامة والسياسة ١ / ٤٣، ٤٦، ٥٧، تاريخ الطبري ٥ / ١٤٠، ١٦٦، ١٧٢، ١٧٦، العقد الفريد ٢ / ٢٦٧، ٢٧٢، تاريخ ابن عساكر ٧ / ٣١٩، الاستيعاب في ترجمة صخر بن قيس ٢ / ١٩٢ من المطبوع هامش الإصابة، تاريخ أبي الفداء ١ / ١٧٢، شرح ابن أبي الحديد ٢ / ٧٧، ٥٠٦، تذكرة سبط ابن الجوزي: ٣٨، ٤٠، نهاية ابن الأثير ٤ / ١٦٦، أسد الغابة ٣ / ١٥، كامل ابن الأثير ٣ / ٨٧، حياة الحيوان للدميري ٢ / ٣٥٩، السيرة الحلبية ٣ / ٣١٤، لسان العرب ١٤ / ١٩٣، تاج العروس ٨ / ١٤١ وغيرها كثير.
تتميم:
نقل شيخنا المصنف (طاب ثراه)، عن أبي الصلاح في التقريب جملة ممن أنكر على عثمان، متعرضا لبعض كلامهم، مقتصرا على مصدرين فحسب، ونود استدراك ذكر جملة أخرى من الصحابة والتابعين ممن رد عليه، أو لم يرض بفعله، أو قال فيه، أو أباح دمه وطلب إزالته من منصبه بشكل مجمل ومفهرس محيلين التفاصيل إلى الموسوعات والمصادر.
قال البلاذري في الأنساب ٥ / ٤٩: إن المقداد بن عمرو، وعمار بن ياسر، وطلحة، والزبير في عدة من أصحاب رسول الله (ص) كتبوا كتابا عددوا فيه احداث عثمان وخوفوه ربه وأعلموه أنهم مواثبوه إن لم يقلع، فأخذ عمار الكتاب وآتاه به فقرأ صدرا منه، فقال له عثمان: أعلي تقدم من بينهم؟!.. إلى آخره. وذكره ابن أبي الحديد في شرحه ١ / ٢٣٩... ونقل ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ / ٢٩ صورة مفصلة لاجتماع الناس من أصحاب رسول الله (ص) وكتابتهم كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله وسنة صاحبيه.. إلى آخره. واختصره ابن عبد ربه في العقد الفريد ٢ / ٢٧٢، وأشارت غالب المصادر إلى هذا الكتاب مجملا، وها نذكر جملة أخرى من الأصحاب.
فمنهم: عبد الله بن حسان العنزي الكوفي، القائل في عثمان: هو أول من فتح أبواب الظلم، وأرتج أبواب الحق.. كما في الأغاني ١٦ / ١٠، تاريخ الطبري ٦ / ١٥٥، تاريخ ابن عساكر ٢ / ٣٧٩، الكامل لابن الأثير ٣ / ٢٠٩، وغيرها.
ومنهم: هاشم المرقال، القائل - كما في كتاب صفين لابن مزاحم: ٤٠٢، طبعة مصر -، وتاريخ الطبري ٦ / ٢٣، وشرح ابن أبي الحديد ٢ / ٢٧٨، والكامل لابن الأثير ٣ / ١٣٥ وغيرها في قصة طويلة حدثت في صفين:.. وما أنت وابن عفان؟! إنما قتله أصحاب محمد وقراء الناس حين أحدث احداثا وخالف حكم الكتاب..
ومنهم: سهل بن حنيف أبو ثابت الأنصاري البدري.
ومنهم: رفاعة بن رافع بن مالك أبو معاذ الأنصاري البدري.
ومنهم: الحجاج بن غزية الأنصاري.
فقد روى البلاذري في الأنساب ٥ / ٧٨ قول سهل بن حنيف جوابا لزيد بن ثابت: يا زيد!
أشبعك عثمان من عضدان المدينة - والعضيدة: نخلة قصيرة ينال حملها -. وقول الحجاج بن غزية الأنصاري: والله لو لم يبق من عمره - أي عثمان - إلا بين الظهر والعصر لتقربنا إلى الله بدمه. وفي المصدر صفحة: ٩٠ جاء بلفظ آخر وقال: وجاء رفاعة بن مالك الأنصاري ثم الزرقي بنار في حطب فأشعلها في أحد البابين فاحترق وسقط، وفتح الناس الباب الآخر واقتحموا الدار. وأورد ابن حجر في الإصابة ١ / ٣١٣ وغيرها بعض كلماتهم في تراجمهم.
ومنهم: أبو أيوب الأنصاري البدري، فقد ذكر له أصحاب السير - كما في جمهرة الخطب ١ / ٢٣٦، والإمامة والسياسة ١ / ١١٢ [١ / ١٢٨] - خطبة شريفة أشاد فيها بأبي الحسن سلام الله عليه وذم فيها من سبقه.
ومنهم: قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري البدري. فقد أورد له الطبري في تاريخه ٥ / ٢٢٨، وابن الأثير في الكامل ٣ / ١١٥، وابن أبي الحديد في الشرح ٢ / ٢٣، خطبة بمصر في أخذ البيعة لأمير المؤمنين عليه السلام، وفيها: الحمد لله الذي جاء بالحق وأمات الباطل، وكبت الظالمين. أيها الناس! أنا قد بايعنا خير من نعلم بعد محمد نبينا (ص).. وله رسائل مع معاوية، ومحاورات مع صحبه، وخطب في صفين كلها صريحة في هذا، انظر مثلا: كتاب صفين لا بن مزاحم: ٥١١، الإمامة والسياسة ١ / ٩٤ [١ / ٨٣]، جمهرة الخطب ١ / ١٩٠، شرح ابن أبي الحديد ٢ / ٢٣، ٢٥، ٢٩٨، تاريخ الطبري ٥ / ٢٢٧، ٢٣١، الكامل لابن الأثير ٣ / ١١٦، النجوم الزاهرة ١ / ٩٩.
ومنهم: فروة بن عمرو بن ودقة البياضي الأنصاري البدري، وكان ممن أعان على قتل عثمان، وقد أخرج له مالك في الموطأ حديثا في باب العمل في القراءة باسم البياضي، وترجمه في أسد الغابة ٤ / ١٧٩، والإصابة ٣ / 204، وشرح الموطأ للزرقاني 1 / 152.
ومنهم: محمد بن عمرو بن حزم أبو سليمان الأنصاري، قال أبو عمرو في الاستيعاب في ترجمته:
يقال: إنه كان أشد الناس على عثمان المحمدون، محمد بن أبي بكر، محمد بن أبي حذيفة، محمد بن عمرو بن حزم.
ومنهم: عبد الله بن عباس حبر الأمة، وقد كان في واقعة الدار أميرا للحاج في سنته تلك، ومع ذلك فهو ممن قال فيه معاوية - كما في شرح النهج لابن أبي الحديد 4 / 58: لعمري لو قتلتك بعثمان رجوت أن يكون ذلك لله رضا، وأن يكون رأيا صوابا، فإنك من الساعين عليه، والخاذلين له، والسافكين دمه.. وانظر جوابه له، وما ذكره أبو عمر في الاستيعاب في ترجمة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في عثمان عندما سئل عنه قال: ألهته نومته عن يقظته، بل لم يحرض الحاج على نصرة الخليفة عندما
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 300 301 304 305 306 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الطعن الرابع عشر: أبدع في الدين بدعا كثيرة 7
2 الطعن الخامس عشر: التفريط في بيت المال 44
3 الطعن السادس عشر: التلون في الاحكام 58
4 الطعن السابع عشر: هم بإحراق بيت فاطمة عليها السلام 59
5 الطعن الثامن عشر: قصة الشورى وما أبدع فيها 60
6 الطعن التاسع عشر: وصيته بدفنه في بيت النبي (ص) 88
7 باب (24): نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله، وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه 97
8 حسب عمر 109
9 مقتل عمر وكيفية قتله 113
10 باب نادر 141
11 باب (25): تفصيل مثالب عثمان وبدعه في الاحتجاج بها على المخالفين بما رووه في كتبهم وبعض أحواله 149
12 مثالب عثمان وبدعه 149
13 الطعن الأول: تولية من لا يصلح للولاية على المسلمين 149
14 الطعن الثاني: إنكار الصحابة عليه بالاجماع 162
15 الطعن الثالث: رده للحكم بن أبي العاص طريد رسول الله (ص) 169
16 الطعن الرابع: ما صنع مع أبي ذر من الإهانة والضرب والشتم وغيره 174
17 الطعن الخامس: ضرب ابن مسعود وإهانته 187
18 الطعن السادس: ما صنع بعمار بن ياسر 193
19 الطعن السابع: حرقه المصاحف وجمع الناس على قراءة زيد بن ثابت 205
20 الطعن الثامن: إيثاره أهل بيته من بيت مال المسلمين 218
21 الطعن التاسع: تعطيله للحدود الواجبة 224
22 الطعن العاشر: إنه حمى الحمى عن المسلمين 227
23 الطعن الحادي عشر: أعطى من بيت المال الصدقة المقاتلة وغيرها 230
24 الطعن الثاني عشر: أتم الصلاة في حال السفر بمنى 230
25 الطعن الثالث عشر: جرأته على الرسول (ص) ومضادته له 237
26 الطعن الرابع عشر: عدم إذعانه لقضاء رسول الله (ص) بالحق 238
27 الطعن الخامس عشر: زعم في المصحف لحنا 239
28 الطعن السادس عشر: تقديمه الخطبتين في العيدين، وقدم الصلاة عليهما 240
29 الطعن السابع عشر: إحداث الاذان يوم الجمعة رائد عن ما سنه رسول الله (ص) 242
30 الطعن الثامن عشر: مصادرة الدور حول المسجد الحرام لتوسعته وحبس من اعترض 244
31 الطعن التاسع عشر: عدم تمكنه من الاتيان بالخطبة 244
32 الطعن العشرون: جهله بالأحكام 246
33 تذييل وتتميم 253
34 نكير أبي بن كعب 269
35 نكير أبي ذر 270
36 نكير عمار بن ياسر 279
37 نكير عبد الله بن مسعود 281
38 نكير حذيفة بن اليمان 283
39 نكير المقداد 284
40 نكير عبد الرحمن بن حنبل القرشي 285
41 نكير طلحة بن عبيد الله 285
42 نكير الزبير بن العوام 287
43 نكير عبد الرحمن بن عوف 288
44 نكير عمرو بن العاص 290
45 نكير محمد بن مسلمة الأنصاري 291
46 نكير أبي موسى 292
47 نكير جبلة بن عمرو الساعدي 292
48 نكير جهجاه بن عمرو الغفاري 294
49 نكير عائشة 295
50 باب (26): الشورى واحتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على القوم في ذلك اليوم 315
51 باب (27): احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على جماعة من المهاجرين والأنصار لم تذاكروا فضلهم في أيام خلافة عثمان وغيره مما احتج به في أيام خلافة خلفاء الجور وبعدها 407
52 باب (28): ما جرى بين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وبين عثمان وولاته وأعوانه وبعض أحواله 449
53 باب (29): كيفية قتل عثمان وما احتج عليه القوم في ذلك ونسبه وتاريخه 475
54 باب (30): تبري أمير المؤمنين عليه السلام من دم عثمان وعدم إنكاره أيضا 499
55 باب (31): ما ورد في لعن بني أمية وبني العباس وكفرهم 507
56 باب (32): ما ورد في جمع الغاصبين والمرتدين مجملا 567
57 استدراك (تتميم) 587
58 ما ورد في أبي بكر 587
59 ما ورد في عمر 589
60 ما ورد في عثمان 598
61 ما ورد فيهما أو فيهم 600
62 ما ورد في عائشة وحفصة وبني أمية 639
63 ما ورد في أعداء آل محمد (ص) 648