أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه، إلهي أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة، إلهي أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما).
ثم كان يقول: (إلهي ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر، واجعله وارثا رضيا يوازي محله مني محل الحسين - عليه السلام -، فإذا رزقتنيه فافتني بحبه، ثم أفجعني [به] (1) كما تفجع محمدا حبيبك بولده)، فرزقه الله يحيى - عليه السلام - وفجعه به، وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين - عليه السلام - كذلك، وله قصة طويلة.
[قلت:] (2) فأخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم، قال: (مصلح أو مفسد؟) قلت: مصلح. قال: (هل يجوز أن تقع خيرتهم على الفساد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟) قلت: بلى. قال: (فهي العلة أوردها لك ببرهان ينقاد (3) بذلك عقلك.
أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله وأنزل عليهم علمه، وأيدهم بالوحي والعصمة، إذ هم أعلام الأمم وأهدى إلى الاختيار منهم، مثل موسى وعيسى - عليهما السلام - هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما، إذا هما بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن؟) قلت: لا.
قال - عليه السلام -: (فهذا موسى كليم الله، مع وفور عقله وكمال علمه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لم يشك في إيمانهم واخلاصهم، فوقعت خيرته على المنافقين، قال الله