- وهي السنة التي رد القرامطة (1) فيها الحجر إلى مكانه من البيت - كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر، لأنه يمضي في أثناء الكتب قصة أخذه، وأنه لا يضعه في مكانه إلا الحجة (2) في الزمان، كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين - عليه السلام - في مكانه فاستقر.
فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي، ولم يتهيأ [لي] (3) ما قصدت له، فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة، أسأل فيها عن مدة عمري، وهل تكون المنية (4) في هذه العلة أم لا؟
وقلت: همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه [وأخذ جوابه، وإنما أندبك لهذا، قال: فقال المعروف بابن هشام: لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه، وأقمت] (5) معي [منهم] (6) من يمنع عني ازدحام الناس، فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه، فتناوله ووضعه في مكانه، فاستقام.