إلى المحرك بانها عنه ولا يقال له بهذا الاعتبار تحريك بل صدور للحركة عن العلة المحركة وتارة بما هو حال للمحرك فيعبر عنه بنسبة المحرك إلى الحركة بانه عنه الحركة وبهذا الاعتبار يسمى تحريكا كما وجود ما رابطى كصانعية الباري تعالى للعالم يؤخذ تارة بحيث تكون حالا للعالم أي كون العالم صانعه البارئ تعالى وتارة بحيث يكون حالا للبارى تعالى أي كون الباري تعالى صانعا للعالم فنسبة الحركة إلى المحرك إلى الحركة اعتباران مختلفان بالمعنى لا محال الا انهما اعتباران مختلفان لذات هيئة غير قارة هي بعينها تلك الحركة الواحدة ولا هناك هيئة غير قارة الا هي وبالجملة ان كون العلة المحركة في حد ذاتها بحيث نفسها تستتبع الحركة وتفيدها ويصدر عنها حصولها البتة صفة قارة لذات المحرك و ليست هي المعناة المسماة تحريكا ولا هي من الهيئة الفعلية الغير القارة المعبر عنها بمقولة ان يفعل في شئ اصلا وكذلك كون المادة المتحركة في حد نفسها بحيث ذاتها تقبل الحركة وتتلبس بها وتكون موضوعها ومعروضها صفة قارة لذات المتحرك وليست هي المعناة المسماة تحركا ولا هي من الهيئة الانفعالية الغير القارة المعبر عنها بمقولة ان ينفعل في شئ اصلا و إذ المقولتان هيئتان غير قارتين قيل لهما
(٤٨)