العقد النضيد والدر الفريد - محمد بن الحسن القمي - الصفحة ٤٧
من أقصا المدينة رجل يسعى) (1)، والله لقد جاءت حبيب النجار، فحمد الله وحده " (2).
فقلت: جعلت فداك، إنا قليلون.
فقال: " لو طلب في القبر منهم رجلان ما قدر عليهما ".
وفي رواية: " لو طلب في الجنة - أو - لو طلب في النار منكم واحد ما قدر عليه، وذلك قوله تعالى: (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار) (3)، والله إنكم عند الله لمن المصطفين الأخيار ".
[الحديث] الرابع والثلاثون حدث أبو محمد قيس بن أحمد بن إدريس البغدادي قال: حدثني الحسن بن ذكردان الفارسي الكندي صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) في سلخ سنة ثلاث عشرة وستمائة (4) بقرية " إبراهيم " من سواد الجامدة والبطيحة، وهو مصعد إلى حضرة المقتدر (5) ببغداد.
وابن ذكردان هذا قد ولد بعد مبعث النبي بسنة واحدة، ونشأ على دين المجوسية، وما أدرك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم لحقته السعادة فهاجر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وأسلم على يديه، وسماه باسم ولده الحسن، وأقام بعد علي في العين، وكان يحدث عنه، وكان سن الشيخ ثلاثمائة وخمسا وعشرين سنة إلى أن أنهى إلى المقتدر بخبره،

١. يس (٣٦): ٢٠.
٢. نحوه في تحف العقول: ٢٢٠؛ وعنه البحار ٧٥: ٢٨١، باب وصايا الصادق (عليه السلام) ح ١ وصيته (عليه السلام) لعبد الله بن جندب؛ وبحار الأنوار ٣٦: ١٥٢.
٣. ص (٣٨): ٦٢.
٤. كذا في النسخة، ولعل الصحيح: " ثلاثمائة " بقرينة وقوعه في زمن خلافة المقتدر بالله وفي نسب الراوي اختلاف بين المصادر، ففي بعضها - كما في المتن وبحار الأنوار - الحسن بن ذكردان، وفي بعضها: الحسن بن ذكوان الفارسي. راجع أعيان الشيعة ٥: ٦٤ ".
5. هو المقتدر بالله من خلفاء بني العباس. كانت خلافته من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين إلى شهر شوال سنة عشرين وثلاثمائة. انظر مروج الذهب 4: 310.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست