العقد النضيد والدر الفريد - محمد بن الحسن القمي - الصفحة ١٣٢
وأيضا عن أبي البشر (1) قال: دخلت على عائشة، فقالت: من قتل الخوارج؟
قلت: قتلهم علي بن أبي طالب. فقالت لي: كذبت! فمسكنا ساعة فدخل عليها مسروق بن الأجدع، فقالت له: ما فعل الخوارج؟
فقال لها: قتلهم علي بن أبي طالب، فقالت: إنه ما يمنعني ما في نفسي عليه أن أقول فيه ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقلنا: ما سمعته يقول؟ فقالت: سمعته يقول:
" يقتل الخوارج خير أمتي " وسمعته يقول: " علي مع الحق والحق معه " (2).
الحديث الرابع والتسعون عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: [لما] مرض الأعمش مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة، فقالوا: يا أبا محمد، هذا اليوم آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة وقد كنت تحدثنا عن علي بن أبي طالب بأحاديث لو أمسكت عنها لكان الرأي.
فقال: إلي تقولون هذا؟! أسندوني، فسندوه، فقال: حدثني [أبو] المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إذا كان يوم القيامة، يقول الله تبارك وتعالى لي ولعلي بن أبي طالب: أدخلا الجنة من أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما. فيجلس علي بن أبي طالب على شفير جهنم فيقول: هذا لي وهذا لك، وذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) (3)؛ (مناع للخير

١. في بحار الأنوار " أبي البشير " وفي كشف الغمة " أبي البسر ".
٢. رواه ابن طاووس في الطرائف: ١٠٢ - ١٠٣ / ١٥٠؛ ومناقب الإمام أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان ٢:
٣٦١ / ٨٣٩، و ٢: ٥٣٤ / ١٠٣٥؛ وأخرجه في بحار الأنوار ٣٨: ١٥ / 24، 38: 33 - 34 / 10؛ وراجع مناقب علي بن أبي طالب لابن مردوية: 170 - 171، الأحاديث 229 - 232.
3. ق (50): 24.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست