الحديث الثاني عشر والمائة خبر عدي بن حاتم (رضي الله عنه):
وبإسناده عن ابن فضال يرفعه إلى عدي بن حاتم أنه قال: ما رحمت من خلق الله أحدا كرحمتي على علي بن أبي طالب (عليه السلام)؛ رأيته حين أتي به إلى بيعة أبي بكر، فلما نظر إلى القبر قال: (ابن أم إن القوم استضعفونى وكادوا يقتلوننى) (1).
فقالوا: بايع. قال: " فإن لم أفعل؟ " قالوا: نقتلك! (2) فقال: " تقتلون إذا عبد الله وأخا رسول الله!؟ " فمسح القوم على يده وأصابعه مضمومة ولم يستطيعوا بسطها، وكان علي يشبه بالأسد، كان ذراعه مستغلظا مثل عضده لم يكن بينهما فرق، وكان إذا قبض قبضته لم يقدر أحد على بسطها، وكانت له دسيعة كدسيعة السبع، عظيم مساس المنكبين، إذا مشى كأنه السبع يهمهم، ولقد نادى يوم الجمل نداء فصعق منه الناس.
ولقد سمعته بصفين يخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس، امضوا على بصيرتكم، وقاتلوا على نوركم، واعلموا أنكم لن تقاتلوا تحت راية أهدى من هذه الراية، ولا قوما أضل من أهل الشام، ألا تحبون أن تلقوا الله ورسوله غدا وهما عنكم راضيان؟! تقاتلون مع ابن عم رسول الله ووصيه وخليفته على أمته.
والله لقد رأيتنا نسلم عليه باسم الخلافة في حياة رسول الله، فماذا في قتال معاوية وأصحابه!؟ وإنما هم أشباه البهائم، ثم أتى بهم معاوية ليوردهم النار ويشعرهم العار، وإن فاطمة (عليها السلام) تنادي عمر: يا بن السوداء! والله لولا أن يصيب البلاء من لا ذنب له لدعوت الله أن يطبق عليكم أحشا مكة والمدينة، ولوجدت الله سريع الإجابة.