وجهي لوجهك الوفاء ونفسي لنفسك الفداء، أستودعك الله وأقرأ عليك السلام، وكان يقول بعضهم: يا نبي الله، أدع عليهم!
فقال: " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ".
وكان علي بن أبي طالب يجادل القوم ثم يرجع إلى المنهزمة فيصيح بهم ويعود إلى القتال، ثم إنه وقف في وجوه القوم المشركين و [معه] جماعة من الأنصار، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما وقوفك يا علي وقد ذهب الناس؟! " فقال: " يا رسول الله، أحمل على هؤلاء القوم " فحمل علي يذب دونه حتى فرجهم وكشفهم، فقال جبرئيل (عليه السلام) عند ذلك: يا محمد، هذه هي المواساة. فقال: " بلى [و] الله إنه مني وأنا منه " فقال جبرئيل عند ذلك: يا محمد، وأنا منكما (1).
[الحديث] السابع والثلاثون عن مالك بن دينار قال: سمعت أبا وائل (2) يقول:
بينما أنا أمشي مع عمر بن الخطاب إذ حانت منه التفاتة فجعل يشتد في مشيه، فقلت: يا أمير المؤمنين، أراك تشتد في مشيك؟ فقال لي: ويلك! ما تنظر إلى ذلك الهزبر المقتل، الضراب الأيهم، الشديد على من طغى وظلم، ذي السيفين والراية؟!
فالتفت فإذا هو على بن أبي طالب (عليه السلام).
ثم قال: أما أحدثك عنه ما يعجز الخلق؟ فقلت: بلى.
قال: إنا بايعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم أحد على أن لا نفر ومن فر منا كان ضالا، ومن قتل منا كان شهيدا والنبي زعيمه، إذ حمل علينا مائة صنديد، تحت كل رجل جماعة كثيفة، فأزعجونا عن طاحونتنا، ففررنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يبق معه غير على