قال: فانتبهت أيضا ترتعش فرائصي مما رأيته، وبقيت يومي ما تناولت طعاما ولا شرابا.
فلما كانت الليلة الثالثة ونمت، رأيت في المنام ذلك الغلام قد أتاني وقال: أجب الأمير، فأتيته وهو في القصر، فلما دخلت عليه رأيت القصر يتلألأ نورا، ورأيت الرياحين من ألوان شتى، ورأيت الأمير على سرير من ذهب مرصع بالدر والجواهر، ورأيت على الأمير من الحرير والإستبرق، ففرحت بذلك وسلمت عليه، فرفع رأسه وقال: دلف! قلت: لبيك أيها الأمير عبدك، فقال:
زعم الزاعمون أن عليا * لا ينجي وليه من هنات كذبوا والذي تساق إليه * البدن من حج راكبا عرفات قد وربي دخلت جنة عدن * ووقاني الإله عن سيئاتي فأبشروا أولياء آل علي * وتوالوا عليا حتى الممات (1) فانتبهت فرحا مسرورا، وتصدقت على الفقراء والمؤمنين بمال عظيم، وأردت بذلك موالاة أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومعاداة لأعدائه.
الحديث الثالث والتسعون عن الشعبي، عن عائشة، أنها سألت مسروق بن الأجدع عن قتل ذي الثدية، قال: قتله علي بن أبي طالب.
قالت: قاتل الله عمرا! فإنه أخبرني أنه قتله على نيل مصر، وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " هم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة " (2).