قال معاوية: فما يصنع في ليله؟ قال: يقسمه ثلاثة أجزاء: جزء مع نفسه، وجزء يناجي ربه، وجزء يحرس فيه المسلمين.
قال: ما يصنع في نهاره؟ قال: ينصف المظلوم من ظالمه، ويعيد الظالم بعدله إلى الحق.
قال: فمن على بيت مال المسلمين؟ قال: ولده الحسن.
قال: فمن على شرطها؟ قال: ولده الحسين.
قال معاوية: لقد أشرب حب أبي تراب قلب هذا الشيخ، فلو مات أبو تراب ما كنت تصنع؟
قال: ما كنت أتهم فيه ربي ولا أرجع بعده ضالا، وإنه لا يموت حتى يكون له ولد ولد، حتى بقي الدهر ولا يبقى أحد.
فقال عمرو بن العاص: عرفه نفسك لعله لا يعرفك.
فقال معاوية: هل تعرفني يا شيخ؟ فقال الشيخ: لا أفكرك.
قال: أنا الشمعة المضيئة، أنا الينبوعة (1) الزكية، وأنا سيد بني أمية.
قال الشيخ: لعلك ابن الدعي، وعدو النبي، وابن آكلة كبد حمزة الزكي، الطليق ابن الطليق؟
فقال له معاوية: يا شيخ، قل خيرا فإنك مقتول.
قال له الشيخ: لا أكره ذلك، أنا عدوك في الدنيا وأكون غدا خصمك في الآخرة.
قال له: يا شيخ، هل شهدت [يوم] الدار؟ قال: وما [يوم] الدار؟ قال: لما قتل علي عثمان!!؟
فقال [الشيخ]: والله إن عليا ما قتل عثمان ولا ملأ في قتله.
قال معاوية: يا شيخ، ما تقول في أم المؤمنين عائشة؟