بالشريعة القيمة إلى جميع خلقي، أوتيته حكمتي وايدته بملائكتي وجنودي يكون ذريته من ابنة له مباركة باركتها ثم من شبلين لهما كإسماعيل وإسحاق، أصلين لشعبتين عظيمتين أكثرهم جدا جدا، يكون منهم اثنى عشر فيما أكمل بمحمد صلى الله عليه وآله وبما أرسله به من بلاغ وحكمة ديني واختم به أنبيائي ورسلي فعلى محمد صلى الله عليه وآله وأمته تقوم الساعة.
فقال حارثة: الان أسفر الصبح لذي عينين ووضح الحق لمن رضى به دينا، فهل في أنفسكما من مرض تستشفيان به فلم يرجعا إليه قولا، فقال أبو حارثة: اعتبروا الامارة الخاتمة من قول سيدكم المسيح عليه السلام فصار إلى الكتب والأناجيل التي جاء بها عيسى عليه السلام، فألفوا في المفتاح الرابع من الوحي إلى المسيح عليه السلام:
يا عيسى بن الطاهرة البتول اسمع قولي وجد في أمرى، انى خلقتك من غير فحل وجعلتك آية للعالمين، فإياي فأعبد وعلى فتوكل، وخذ الكتاب بقوة ثم فسره لأهل سوريا وأخبره انى أنا الله لا اله الا أنا الحي القيوم الذي لا أحول ولا أزول، فآمنوا بي وبرسولي النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان نبي الرحمة والملحمة الأول والاخر، قال: أول النبيين خلقا وآخرهم مبعثا، ذلك العاقب الحاشر فبشر به بني إسرائيل.
قال عيسى عليه السلام: يا مالك الدهور وعلام الغيوب من هذا العبد الصالح الذي قد أحبه قلبي ولم تره عيني، قال: ذلك خالصتي ورسولي المجاهد بيده في سبيلي يوافق قوله فعله وسريرته علانيته انزل عليه توراة 1 حديثة، افتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا، فيها ينابيع العلم وفهم الحكمة وربيع القلوب وطوباه طوبى أمته.
قال: رب ما اسمه وعلامته وما أكمل أمته - يقول: ملك أمته 2 - وهل له من بقية - يعنى ذرية؟ قال: سأنبئك بما سألت، اسمه احمد صلى الله عليه وآله منتخب من ذرية إبراهيم ومصطفى من سلالة إسماعيل عليه السلام، ذو الوجه الأقمر والجبين الأزهر راكب الجمل، تنام عيناه ولا ينام قلبه، يبعثه الله في أمة أمية ما بقي الليل والنهار مولده