وهذه الرواية دلت على أن أول السنة المحرم، وسوف نذكر ما نرويه في هذه الأسباب في أول الجزء الثاني من هذا الكتاب ونجمع بين الروايتين على وجه الثواب إن شاء الله تعالى.
يقول السيد الإمام العالم الفقيه العلامة الفاضل البارع الزاهد العابد، أوحد دهره وفريد عصره، رضى الدين ركن الاسلام والمسلمين جمال العارفين أفضل السادات عند الطائفة، ذو الحسين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاووس الحسنى قدس الله روحه ونور ضريحه:
وحيث رأينا ان قد وصل آخر عمل شهر ذي الحجة إلى هذا المقدار من التصنيف، ومتى جعلنا كتاب الاقبال جزءا واحدا اضجر بنقل التأليف، جعلنا آخر هذا الجزء شهر ذي الحجة شهر المسرات والمبرات والبشارات.
ويكون أول الجزء الآخر شهر محرم شهر تشريف أهل السعادة بتأهيله للشهادة والاظهار للأبرار، ان بذل النفوس والرؤوس عن حمى المالك الجبار من صفات الأخيار الذين جادوا بالنفوس لواهبها وبالرؤوس في اليقين وايثار رب العالمين بما وهبك وسلمه إليك قبل ان يخرج عن يديك وتحالب عليه ويفوتك الشرف الذي وصل إليه الباذلون لما أعطاهم المسعودون في دنياهم وأخراهم.
وهذا آخر ما اجراه الله جل جلاله على خاطري ان أذكره في الجزء الأول من كتاب الاقبال، ولم يكن له عندي مسودة، بل كنت أملى ما يكون صادرا عن مالك سرائري في رقاع أو بلساني، وينقله الناسخ في الحال، وما يكون منقولا من الروايات والكتب المصنفات، تارة امليه من الكتاب الذي هو فيه، وتارة يكتبه الناسخ من الأصل بألفاظه ومعانيه، والحمد لله جل جلاله كما يريد منا وكما ترضى به عنا.