واسلبهم ممالكهم، وضيق عليهم مسالكهم، والعن مساهمهم ومشاركهم.
اللهم وعجل فرج أوليائك، واردد عليهم مظالمهم، وأظهر بالحق قائمهم، واجعله لدينك منتصرا، وبأمرك في أعدائك مؤتمرا، اللهم أحففه 1 بملائكة النصر وبما ألقيت إليه من الامر في ليلة القدر منتقما لك حتى ترضى، ويعود دينك به وعلى يديه جديدا غضا، ويمحص الحق محصا، ويرفض الباطل رفضا.
اللهم صل عليه وعلى جميع آبائه، واجعلنا من صحبه وأسرته، وابعثنا في كريه حتى نكون في زمانه من أعوانه، اللهم أدرك بنا قيامه، وأشهدنا أيامه، وصل عليه وعليه السلام، واردد إلينا سالمه ورحمة الله وبركاته 2.
هذا آخر الدعاء وادع أنت بما يجريه الله على خاطرك قبل انقضاء دار الفناء.
فصل (14) فيما نذكره مما ينبغي أن يكون المكلف عليه في اليوم المشار إليه اعلم أن من مهمات أهل السعادات عند تجديد النعم الباهرات، ان يكونوا مشغولين بالشكر لواهب بلك العنايات، وخاصة إن كان العبد ما هو في حالا به موافقا لمولاه في إراداته وكراهاته، بل يكره سيده شيئا فيخالفه في كراهته ويحب سيده شيئا مالك الأشياء، ومن بيده تدبير دار الفناء ودار البقاء واليه ورود ركائب الآمال والرجاء.
فليكن متعجبا كيف علم الله جل جلاله ان هذا العبد يكون إذا خلقه على هذه الصفات من المخالفات له والمعارضات، ومع ذلك فبنا له المساكن، وخلق له فيها ما يحتاج إليه إلى الممات ولم يؤاخذه ولم يعاجله بالجنات، وعامله معاملة أهل الطاعات.