ما وصفت، وإنما علمني جبرئيل عليه السلام هذه الكلمات أيام اسرى بي 1.
فصل (5) فيما نذكره من فضل صوم ثلاثة أيام من الشهر الحرام روينا ذلك بإسنادنا إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان رضوان الله عليه من كتابه حدائق الرياض وزهرة المرتاض ونور المسترشد، وعندنا الان به نسخة عتيقة لعلها كتبت في زمانه، فقال ما هذا لفظه:
وقال رسول الله عليه وآله: من صام من شهر حرام ثلاثة أيام: الخميس والجمعة والسبت، كتب الله له عبادة سنة.
ورأيت في كتاب دستور المذكورين عن النبي صلى الله عليه وآله: من صام هذه الثلاثة أيام كتب الله تبارك وتعالى له عبادة تسعمائة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها.
أقول: فان قلت، فلأي حال جعلت هذا الحديث في شهر ذي القعدة من دون أشهر الحرم؟ قلت: لأنه أول ما اشتمل عليه كتابنا هذا منها، فأردنا ان يغتنم الانسان أول وقت الامكان قبل حوائل الأزمان، لان الاستظهار والاحتياط للمبادرة إلى العبادات والطاعات قبل الفوات من دلائل العنايات.
على أن إيرادنا هذا الحديث في هذا الشهر لا يمنع ان يعمل عليه في باقي أشهر الحرم، فان عموم هذا اللفظ المشار إليه يشتمل على كل شهر من أشهر الحرم، فإذا عمله في كل شهر منها كان أفضل وأكمل فيما يعتمد عليه.
ولا تقل: كيف عدل عن صوم يوم الأربعاء في أولها إلى صوم يوم السبت في آخرها، فان اسرار العبادات لا يعلمها جميعا الا المطلع على الغائبات، واليه جل جلا له الاختيار فيما تعبد به من العبادات.
ولعل ان احتمل أن يكون المراد بذلك، انه لما كان الصوم المذكور لهذه الأيام