الشريف بذلك المكان، وهذه النذور أحد من أهل الدهور، واما انا فاشهد بالله وفى الله جل جلاله انني كنت يوما قد ذكرت تاريخه في كتاب البشارات بين يدي ضريحه المقدس، وأقسمت عليه في شئ وسألت جوابه باقي النهار وانفصلت، فما استقررت بمشهده في الدار حتى عرفت في الحال من رآه في المنام بجواب ما فهمته به من الكلام.
أقول: واعرف انني كنت يوما وراء ظهر ضريحه الشريف، واخى الرضى محمد بن محمد بن الآوي حاضر معي، وأنا أقسم على أمير المؤمنين عليه السلام في اذلال بعض من كان يتجرأ على الله وعلى رسوله وعلى مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام وعلينا بالأقوال والأعمال.
فقلت للقاضي الآوي محمد بن محمد: يا أخي قد وقع في خاطري ان قد حصل ما سألته، وان اليوم الثالث من هذا اليوم يصل قاصد من عند القوم المذكورين بالذل والسؤال لنا على أضعف سؤال السائلين، فلما كان اليوم الثالث من يوم قلت له وصل قاصد من عندهم على فرس عاجل بمثل ما ذكرناه من الذل الهائل.
أقول: واعرف انني دخلت حضرته الشريفة كم مرة في أمور هائلة لي وتارة لأولادي وتارة لأهل ودادي، فبعضها زالت وانا بحضرته، وبعضها زالت باقي نهار مخاطبته، وبعضها زالت بعد أيام في جواب زيارته، ولو ذكرتها احتاجت إلى مجلد كبير، وقد صنف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمان الحسنى مصنفا في ذلك متضمنا للأسانيد والروايات، لو أردنا تصنيف مثله وأمثاله كان ذلك أسهل المرادات، ولكنا وجدنا من الآيات الباهرات ما يغنى عن الروايات.
فصل (13) فيما نذكره من تعيين زيارة لمولانا على صلوات الله عليه في يوم الغدير المشار إليه اعلم اننا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر عدة روايات مطولات يضيق عن مثلها مثل هذا الميقات، لأن يوم الغدير يختص بيومه زياراة في كتاب المسرة