الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٤٥
فصل الجواب عما ذكروه أولا: أن تأويل ما حكيتم على خلاف ما توهمتم، لان الذي نفاه من كون سبيل الكفار على المؤمنين إنما هو من طريق قيام الحجة منهم على المسلمين في دينهم، في إقامة دليل على فساد دينهم، ولم يرد بذلك المسالبة والمغالبة، وهو معنى قوله: ﴿ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون﴾ (١) أي بالدلالة والحجة، لا بالمغالبة والمعازة.
ويحيى بن زكريا لما قتل كانت حجته ثابتة على من قتله، وكان هو الظاهر عليه بحقه وإن كان في ظاهر أمر الدنيا مغلوبا، فإذا قهر بحق لم يدل ذلك على بطلان أمره، وفساد طريقه.
وأما قوله: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) ففيه جوابان:
أحدهما: أنه أراد إن كان بهم فقر إلى الجماع استغنوا بالنكاح.
والثاني: أنه خرج على الأغلب من أحوالهم، وقد قال تعالى بعد ما تزوج محمد صلى الله عليه وآله خديجة: ﴿ووجدك عائلا فأغنى﴾ (٢) أي أغناك بمالها.
وأما قوله: (والله يعصمك من الناس) فالمعنى أنه يعصمك من قتلهم إياك.
وقوله: (ادعوني أستجب لكم) فيه أجوبة:
أحدها: أن فيه إضمارا، أي: إن رأيت لكم مصلحة في الدين، وقد صرح به في قوله: ﴿فيكشف ما تدعون إليه إن شاء﴾ (٣).
والثاني: أن الدعاء هو العبادة، أي: اعبدوني بالتوحيد أجزكم عليه، يدل على ذلك قوله: ﴿إن الذين يستكبرون عن عبادتي﴾ (4).

(١٠٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1040 1041 1042 1043 1044 1045 1046 1047 1048 1049 1050 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148