أن يعارضوه، فإذ لم يفعلوا، فلأنهم (1) فهموا من التحدي الفصاحة وطريقة النظم ولم يجتمعا لهم.
واختصاص القرآن الكريم بنظم مخالف لسائر ضروب الكلام، أوضح من أن نتكلف الدلالة عليه، فالدليل ينصب حيث تتطرق الشبهة، فأما في مثل هذا فلا فصل وقد قال السيد: عندي (2) أن التحدي وقع بالاتيان بمثله في فصاحته وطريقته في النظم (3)، ولم يكن بأحد الامرين.
فلو وقعت المعارضة بشعر منظوم، أو برجز موزون، أو بمنثور من الكلام، ليس له طريقة القرآن في النظم والفصاحة، لكانت (4) واقعة وقعها (5).
فالصرفة على هذا إنما كانت بأن سلب الله تعالى من البشر جميع العلوم (6) التي يتأتى معها مثل فصاحة القرآن الكريم، وطريقته في النظم.
ولهذا لا ينصب (7) في كلام العرب ما يقارب القرآن في فصاحته ونظمه. (8)