الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ٩٩٨
واليهود والنصارى كانوا أهل الأقاصيص، وكان من الواجب أن يعرفوها منهم وفعلوها (1) معارضة، وحاولوا ذلك، فعجزوا عنه. (2) فصل فان قيل: لا يجوز أن يكون القرآن معجزا دالا على نبوته من حيث أنه ناقض العادة، فلا يمتنع أن يكون العرب أفصح الناس، وفيهم (3) جماعة أفصح العرب وفي تلك الجماعة واحد هو أفصح منهم، فإذا أتى بكلام لا يمكنهم أن يأتوا بمثله لا يدل على نبوته.
قلنا: هذا لا يصح، لأنه لا يجوز أن يبلغ كلام ذلك الواحد في الفصاحة إلى حد لا يمكنهم أن يأتوا بمثله، ولا بما يقاربه.
فإذا أتى بكلام مختص بالفصاحة لا يمكنهم أن يأتوا بمثله، ولا بما يقاربه، يوجب أن يكون معجزا.
فمثالهم: لا يصح، ولو اتفق، لكان دليلا على صدقه.
فان قيل: لو كان القرآن معجزا لكان نبيا مبعوثا إلى العرب والعجم، وكان يجب أن يعلم سائر الناس إعجاز القرآن من حيث الفصاحة، والعجم لا يمكنهم ذلك؟
قلنا: هذا لا يصح لان الفصاحة ليست مقصورة على بعض اللغات، والعجم يمكنهم أن يعرفوا ذلك على سبيل الجملة، إذ أمكن أن يعرفوا (4) بالاخبار المتواترة أن محمدا صلى الله عليه وآله كان ظهر عليه القرآن، وتحدى به العرب، وعجزوا أن يأتوا بمثله فيجب أن يكون القرآن معجزا دالا على نبوته.

١) " جعلوها " د، ق.
٢) عنه البحار: ٩٢ / ١٣٤.
٣) " ومنهم " البحار.
٤) " يعلموا " د، ق، والبحار. قال أبو هلال في الفروق اللغوية: ٦٢: المعرفة أخص من العلم لأنها علم بعين الشئ مفصلا عما سواه....
(٩٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 993 994 995 996 997 998 999 1000 1001 1002 1003 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148