الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٠١
منعناه بالقرآن من حيث أطلق التحدي به (1)، وعري عما (2) يخصه بوجه دون وجه فحملناه على ما عهده الفوم، وألفوه في التحدي.
ولو كان صلى الله عليه وآله أفهمهم تخصيص التحدي بقول مسموع، لوجب أن ينقل إلينا لفظه، ولا نجد له نقلا، ولو كان أخطرهم (3) إلى قصده (4) بمخارج الكلام، أو بإشارة وغيرها لوجب اتصاله بنا أيضا، لان ما يدعو إلى النقل للألفاظ، يدعو إلى نقل ما يتصل بها من مقاصد ومخارج، سيما فيما تمس الحاجة إليه.
ألا ترى أنه لما نفى النبوة بعد نبوته بقوله صلى الله عليه وآله: " لا نبي بعدي " (5) أفهم مراده السامعين من هذا القول أنه عنى به لا نبي من بعدي، لا نبي من البشر كلهم، وأراد صلى الله عليه وسلم بالبعد عموم سائر الأوقات، اتصل ذلك بها على حد اتصال اللفظ حتى شركنا سامعيه في معرفة الغرض، وكنا في العلم به كأحدهم، وفي ارتفاع كل ذلك من النقل دليل على صحة قولنا.
فصل على أن التحدي لو كان مقصورا على الفصاحة دون النظم، لوقعت المعارضة من القوم ببعض فصيح شعرهم، أو بليغ كلامهم، لأنا نعلم حقا الفرق بين فصار السور، وفصيح كلام العرب.
وهذا يدل على التقارب (6) المزيل للاعجاز، والعرب بهذا أعلم، فكان يجب

١) " قلنا: ليس بممتنع بان يقع التحذى من التحدي من التحدي إلى التحدي به " د، ق.
وفي البحار " سمعناه " بدل " منعناه ".
٢) " مما " د، ق.
٣) " اضطرهم " م، والبحار.
٤) " كان أفهمهم " البحار.
٥) وهو حديث متواتر مشهور، قاله صلى الله عليه وآله في حديث معروف بحديث " المنزلة ".
وقد استقصينا معظم تخريجاته عند تحقيقنا كتاب " مائة منقبة " فراجع المنقبة 57.
6) " التفاوت " خ ل.
(١٠٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 996 997 998 999 1000 1001 1002 1003 1004 1005 1006 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148