ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة - الشهيد الأول - ج ١ - الصفحة ٥٧
سألت الله لكم ثلاثا: ان يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وان يعلم جاهلكم) (1).
وروى أيضا - وحكم بصحته - عن أبي ذر، وهو آخذ بباب الكعبة، قال:
من عرفني فقد عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: (الا ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك) (2).
ودلالة الخبرين على المطلوب ظاهرة البيان.
السادس: ان النبي صلى الله عليه وآله قرنهم بالكتاب العزيز الذي يجب اتباعه، فيجب اتباعهم قضية للعطف وللتصريح به أيضا، وذلك مشهور نقله الشيعة تواترا.
ورواه مسلم في صحيحة عن زيد بن أرقم، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد، أيها الناس: إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، فاني تارك فيكم الثقلين:
أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به) فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: (وأهل بيتي أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي) ثلاث مرات - (3).
ورواه غيره من العامة (4) بعبارات شتى، تشترك في وجوب التمسك

(١) المستدرك على الصحيحين ٣: ١٤٨، ورواه أيضا الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد ٩: ١٧٠ وكنز العمال ١٢: ٤٢ ح ٣٣٩١٠.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣: ١٥٠ و ٢: ٣٤٣، ورواه البزاز والطبراني في الثلاثة كما في مجمع الزوائد ٩: ١٦٨، وابن المغازلي في مناقب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): ١٣٣ ح ١٧٥، والخوارزمي في مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) ١: ١٠٤.
(٣) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٣ ح ٢٤٠٨.
(٤) مسند أحمد ٤: ٣٦٧، سنن الدارمي ٢: ٤٣١، الجامع الصحيح ٥: ٦٦٣ ح ٣٧٨٨، المستدرك على الصحيحين ٣: ١٠٩، السنن الكبرى ١٠: ١١٣.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 63 ... » »»
الفهرست