شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٧٧
ذلك قد يتحقق مع الكراهة نبه بقوله (والرضا بما قالوا) على أنه ينبغي أن يكون ذلك مقرونا بالرضا أو أن لم يعرف وجه الصحة أو ثقل ذلك على النفس.
(ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك) نهى عن طلب دينهم على وجه الأخذ والعمل به، وأما طلبه للعلم بمواضع فساده ومواقع شبهاتهم لمناظرتهم وكسرهم عند الحاجة فالظاهر أنه جايز بل قد يكون واجبا كفائيا كما صرح به بعض الأصحاب.
(ولا تحبن دينهم...) لما كان عدم التمسك بدينهم غير مستلزم لعدم محبته نهى بعده عن محبته وعلل بأنهم خائنون وفعلهم خيانة ودينهم باطل ولا يجوز محبة الباطل كما لا يجوز التمسك به.
وفي كنز اللغة: «خيانت با كسى دغلي وناراستي كردن» وفي المصباح: الخاين هو الذي خان من جعل عليه أمينا.
(وتدري ما خانوا أماناتهم) التي وضعهم الله تعالى عندهم وائتمنهم عليها (أيتمنوا على كتاب الله) الايتمان: «أمين داشتن كسى را بر چيزى» أمنته على الشئ وائتمنته عليه فهو أمين يعني اتخذهم الرسول أمينا على كتابه وأمرهم بحفظه.
(فحرفوه) لفظا ومعنى (وبدلوه) أصلا وحكما فغيروا معانيه وحدوده وبدلوا أصوله وأحكامه.
(ودلوا على ولاة الأمر منهم) أي دلهم الرسول على ولاة الأمر من آل محمد في مواضع عديدة فانصرفوا عنهم تكذيبا لهم ولمن نصبهم وحبا للدنيا ورياستها، وهذا نوع آخر من الخيانة (فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) اقتباس للآية الكريمة ولأصحاب العربية في تفسير لباس الجوع أقوال: قال صاحب الكشاف: إنه استعارة حقيقية عقلية أو حسية لأنه شبه الضرر والألم الحاصل لهم من الجوع أو شبه انتقاع اللون وتغيره ورثاثة الهيئة الحاصلة لهم منه باللباس لاشتماله عليهم واستعير له لفظ اللباس فجاءت الاستعارة حقيقية عقلية على الأول وحسية على الثاني، وقيل: إنه على المكنية والتخييلية لأنه شبه الجوع بإنسان لابس قاصدا للتأثير والضرر واخترع للجوع صورة وهمية خيالية شبيهة باللباس واستعير له لفظ اللباس، وقيل إنه تشبيه بليغ شبه الجوع باللباس في الشمول والإحاطة والملابسة التامة فصار التركيب من باب لجين الماء.
وهذا القول رده جماعة من المحققين، وأقرب الاحتمالات هو الأول لأن تعلق الإذاقة بالمستعار له وهو الضرر والألم أظهر، يقال إذاقة الضرر والبؤس كما صرح به الشريف في حاشيته على المطول.
(وسألت عن رجلين اغتصبا رجلا مالا) أريد برجلين الأول والثاني وبرجل على بن أبي طالب (عليه السلام) وبمال: الخلافة وما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) وبإنفاقه على الفقراء تعليمهم وإرشادهم وهدايتهم ورعاية حقوقهم وإجراء الأحكام عليهم كما أمر الله تعالى به.
(وقوله حتى حملاه كرها فوق رقبته إلى منازلهما) إشارة إلى ما فعلا بعلي (عليه السلام) من حمله على المبايعة والمتابعة لهما جبرا، والكره بالضم: ما أكرهت نفسك عليه، وبالفتح ما أكرهك غيرك عليه، والأخير هو المراد هنا. وقوله (فلما أحرزاه توليا انفاقه) إشارة إلى توليهما
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557