على أن من أخلاق المؤمن وصفاته المختصة به أن يعتقد أنه تعالى لا يأمر بالفحشاء كما نطق به القرآن الكريم للرد على من نسب ذلك إليه عز وجل وقد مر توضيحه في شرح الأصول.
(فإذا رأيت المشوه الأعرابي) وهو المسيح الدجال صاحب الفتنة العظمة وسمي مشوها لقبح منظره، قال ابن الفارس: سمي الدجال مسيحا لأنه مسح أحد شقي وجهه ولا عين له ولا حاجب وقيل كلتا عينيه معيوبة إحداهما مطموسة مغمورة والأخرى بارزة كبروز حبة العنب عن صواحبها (في جحفل جرار) الجحفل كجعفر الجيش الكبير وجيش جرار ثقيل السير لكثرتهم (فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين) فإنه أقرب علامات ظهور صاحب الأمر (عليه السلام) (وإذا انكسفت الشمس) لعل المراد به كسوف الشمس للنصف من شهر رمضان لما سيجيء من رواية المصنف بإسناده إلى بدر بن الخليل قال «كنت جالسا عند أبي جعفر (عليه السلام) قال آيتان تكونان قبل قيام القايم (عليه السلام) لم تكونا منذ هبط آدم (عليه السلام) إلى الأرض انكساف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره فقال رجل يا ابن رسول الله تنكسف الشمس في آخر من الشهر والقمر في النصف.
فقال أبو جعفر (عليه السلام) إني أعلم ما تقول لكنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (عليه السلام)» وسيجئ توضيحه إن شاء الله تعالى.
(فارفع بصرك إلى السماء وانظر ما فعل الله عز وجل بالمجرمين) قد مر في باب تفسير (إنا أنزلناه) في حديث الياس مع الباقر (عليه السلام) ما يناسب هذا المقام وهو قول الباقر (عليه السلام) له «فوددت أن عينك تكون مع مهدي هذه الأمة والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والأرض تعذب أرواح الكفرة من الأموات وتلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء ثم أخرج يعني الياس سيفا ثم قالها ان هذا منها، قال (عليه السلام) أي والذي اصطفى محمدا على البشر ولعل عيون المؤمنين ترى يومئذ عذاب المشركين بين السماء والأرض بكشف الحجاب». وقد مر شرحه.