شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٧٨
سياسة الخلق وإنفاق ذلك المال على حسب إرادتهما من غير أن يكون موافقا لمراد الله تعالى، وقوله (عليه السلام) (فلعمري لقد نافقا قبل ذلك) إشارة إلى نفاقهما في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) حيث أظهرا الإيمان به وأبطنا الكفر وعهدهما مع أصحابهما حال حياة النبي (صلى الله عليه وآله) على رد الخلافة عن أهل بيته الطاهرين مشهور، وفي بعض الروايات مذكور، وقوله (وردا على الله عز وجل كلامه) إشارة إلى ردهما الآيات الدالة على أن الولاية والخلافة لأهل البيت (عليهم السلام). وقوله (وهزءا برسول الله (صلى الله عليه وآله)) إشارة إلى استهزائهما به (صلى الله عليه وآله) في مواضع عديدة منها في غدير خم حيث قال أحدهما لصاحبه انظر إلى عينيه تدوران كما تدور عينا مجنون ومنها في صلح الحديبية ومنها في حديث الدواة والقلم، وبسط ذلك وبيان تفاصيله يوجب الإطناب.
وقوله (والله ما دخل في قلب أحد منهما شيء من الإيمان منذ خروجهما من حالتيهما) أي من الشرك وعبادة الأصنام وفي بعض النسخ «عن جاهليتهما» تأكيد لما سبق من أنهما كانا منافقين قبل ذلك.
وقوله (وما ازدادا إلا شكا) أي ما ازدادا بعد الدخول في الإسلام ظاهرا إلا شكا فيه، إشارة إلى أنهم لم يقروا بشيء مما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله)، وإنكار الثاني عليه مذكور في مواضع من كتب العامة أيضا وقد نقلنا جملة منها في شرح كتاب الأصول إلا أنهم قالوا كان خلافه مستندا إلى اجتهاده وهو جائز.
(وسألت عمن حضر ذلك الرجل وهو يغصب ماله ويوضع على رقبة منهم عارف بحقه ومنهم منكر له) مع معرفته ولم يعينوه ولم ينصروه بل نصروهما وأمدوهما فأولئك أهل الردة الأولى من هذه الأمة وكل من تبعهم إلى يوم القيامة أهل الردة الثانية أو المراد بالردة الثانية ردة اثنين وسبعين فرقة من هذه الأمة كما نطق به بعض الروايات ويمكن أن يكون تعريضا بأنهم أهل الردة الأولى لا هما لأنهما لم يدخلا في الدين أصلا، والردة بالكسر اسم من الارتداد، ولا يتحقق الارتداد إلا بالخروج بعد الدخول.
(وسألت عن مبلغ علمنا) أي غايته ومقداره وهو (على ثلاثة وجوه ماض وغابر وحادث) تقسيمه بها باعتبار المعلوم إذ بعضه متعلق بالأمور الماضية وهو مفسر له في الكتب المنزلة أو بتفسير الأنبياء وبعضه متعلق بالغابر أي بالأمور المستقبلية الحتمية وهو مزبور في الصحف التي عندهم، وبعضه متعلق بأمر حادث في الليل والنهار آنا فآنا وشيئا فشيئا وهو قذف في القلوب ونقر في الأسماع، أما القذف فلأن قلوبهم صافية بالأنوار الإلهية فإذا توجهوا إلى العوالم اللاهوتية وتجردوا عن الطبايع البشرية إلى الطبايع الملكية بل إلى فوقها ظهرت لهم من العلوم والحوادث ما شاء الله، ويعبر عن ظهور هذه العلوم تارة بالقذف في القلوب وتارة بالإلهامات الغيبية، وأما النقر
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557