شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٨١
(ولا تقل لما بلغك عنا ونسب إلينا هذا باطل..) فإن للكلام كما أشار إليه (عليه السلام) وجوها وظهرا وبطنا لا تصل إليها عقول السامعين فلا يجوز إنكاره ووجب التوقف فيه إلى أن يوجد من يفسره، ومما يؤيد ذلك ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال «إن الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا ولا يرووا ما لم يعلموا» وقال (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).
(وعلى أي وجه وصفناه) من الوضع أو من الوصف على اختلاف النسخ.
(آمن بما أخبرك) في بعض النسخ «بما أخبرتك» أمر بالإيمان به لأنه الأصل، والعمل بما يطلب منه العمل تابع له بل هو من جملته فلذلك لم يذكره.
(ولا تفش ما استكتمناك من خبرك) في بعض النسخ من خيرك بالياء المثناة التحتانية وإنما أمر بكتمانه لئلا يلحق الضرر به أو بأحد من الشيعة.
ثم أشار من باب الاستيناف إلى أن الكتمان مطلوب بالنسبة إلى الأشرار لا بالنسبة إلى أهل الإيمان بقوله (إن من واجب حق أخيك) في الدين (أن لا تكتمه شيئا تنفعه به لأمر دنياه وآخرته) سواء سألك عنه أم لم يسألك فإن حق الأخوة يقتضي أن ترشده إلى ما فيه صلاحه في الدنيا والآخرة (ولا تحقد عليه وإن أساء) الحقد إمساك العداوة في القلب والتربص لفرصتها وهو من الطغيان في القوة الغضبية، وفي ذكر الإساءة تنبيه على أن عدم الحقد مطلوب مع الإساءة فكيف مع عدمها.
(وأجب دعوته إذا دعاك) إلى طعام أو جلب نفع أو دفع ضرر (ولا تخل بينه وبين عدوه من الناس) بل ادفعه عنده على أي وجه يمكن (وإن كان) أي العدو (أقرب إليه منك) فكيف إن كنت أقرب إليه منه لأن ذلك الدفع من مقتضى الإيمان ورعاية الأخوة الدينية ولا مدخل للقرب والبعد فيه (وعده في مرضه) قيل بعد ثلاثة أيام فإذا مضت فيوم بعد يوم أو يومين مع عدم إطالة الجلوس إلا أن يحب المريض.
(ليس من أخلاق المؤمنين الغش) غشه غشا من باب قتل، والاسم الغش بالكسر: لم ينصحه وزين غير المصلحة (ولا الأذى) وهو ما يؤذي الغير وأصله مصدر وهو شامل للخصال المؤذية المذمومة كلها مثل الضرب والشتم والهجو والغيبة وغيرها، وقد مر مضار الأذى ومنافع تركه في كتاب الأصول (ولا الخيانة) هي ترك ما يجب حفظه ورعايته من حقوق الله تعالى وحقوق الناس وهي كما تجري في أفعال الجوارح كذلك تجري في أفعال القلوب أيضا فإن على كل عضو حقا وتركه خيانة، وقد مر تفصيل ذلك وتوضيحه في كتاب الأصول (ولا الكبر) كبر «بزرگى بر خود گرفتن» وهو من صفاته تعالى فلا يجوز للمؤمن أن يعتقده لنفسه، وقد مر توضيح ذلك أيضا في كتاب الأصول (ولا الخنا ولا الفحش) الظاهر أن الخنا أخص من الفحش ففي كنز اللغة: «خنا ناسزا وفحش گفتن»، وفي النهاية: الخنا الفحش في القول، والفحش يكون في القول والفعل، وهو القبيح مطلقا أو كلما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي والخصال القبيحة من الأقوال والأفعال، وفيه تنبيه
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557