يختاروا القتال أو النار، فقال: يا رب القتال أحب الي من النار فدعاهم فأجابه منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر عدة أهل بدر فتوجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتى فتح الله عزوجل لهم * الشرح:
قوله (كم الرباط عندكم قلت أربعون - آه) الرباط والمرابطة في الأصل الإقامة على جهاد العدو وارتباط الخيل واعدادها وقال بعض الأصحاب هو الارصاد في أطراف بلاد الاسلام للاعلام بأحوال المشركين على تقدير هجومهم وهو مستحب كفائي وأقله ثلاثة أيام ولا يستحق ثوابه دونها وأكثره أربعون يوما فإن زاد كان له ثواب المجاهدين وفيه تحريك على اتخاذ الفرس والسلاح واستعمالها ومزاولتها المعتبرة لتحصل ملكة واستعداد للقتال مع الأعداء عند ظهور القائم (عليه السلام) ثم رغب في الصبر وترك القنوط بعدم نزول النصر في بعض الأزمان فإنه لابد من نزوله في وقت وفي المثل المشهور الأمور مرهونة بأوقاتها فقال (لا تجزعوا من مرة) في القتال وعدم نزول النصر (ولا من مرتين ولا من ثلاث ولا من أربع) كأن المرة ناظرة إلى زمان علي (عليه السلام) والثانية إلى زمان الحسن (عليه السلام) والثالثة إلى زمان الحسين (عليه السلام) والرابعة إلى زمان زيد، لأنه لو غلب لرد الحق إلى أهله كما روى أو إلى زمان الرضا (عليه السلام) على احتمال بعيد أو ذكرها من باب الاستطراد المعروف في الكلام.
* الأصل:
577 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، والنوفلي، وغيرهما يرفعونه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يتداوى من الزكام ويقول: ما من أحد الا وبه عرق من الجذام فإذا أصابه الزكام قمعه.
* الشرح:
قوله (لا يتداوى من الزكام) في القاموس الزكام بالضم فضول رطبة تجلب من بطني الدماغ المقدمين إلى المنخرين.
578 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الزكام جند من جنود الله عز وجل يبعثه الله عز وجل على الداء فيزيله.
579 - محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن محمد بن عبد الحميد باسناده رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من أحد من ولد آدم الا وفيه عرقان: عرق في رأسه يهيج الجذام وعرق في بدنه يهيج البرص فإذا هاج العرق الذي في الرأس سلط الله عز وجل عليه الزكام حتى يسيل ما فيه من الداء وإذا هاج العرق الذي في الجسد سلط الله عليه الدماميل حتى