الانكار وهم قالوا الثلاثة كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع خلفوا عن غزوة تبوك فخطأهم (عليه السلام) وقال لو كان خلفوا لكانوا في حال الطاعة إذ التخليف يشعر بأنه (صلى الله عليه وآله) خلفهم فكانوا في طاعته فلا يتوجه إليهم اللوم والطعن (ولكنهم) أي الثلاثة في الآية خالفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في دعوى الولاية وانتحال الخلافة وهم (عثمان وصاحباه) ولما كان لقايل منهم أن يقول: إن هذا التفسير ينافي في ظاهر قوله تعالى (حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت) أي برحبها وسعتها (وضاقت عليهم أنفسهم) أي من فرط الوحشة والغم «وظنوا ان لا ملجأ من الله إلا إليه فتاب الله عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم» لمن تاب وعاد وأجاب (عليه السلام) عنه بأنه حصل لهم بسبب تلك المخالفة خوف عظيم ورعب شديد (فقال أما والله ما سمعوا صوت حافر ولا قعقعة حجر) وهي حكاية حركة الشئ حتى يسمع له صوت وحكاية صوت السلاح (ألا قالوا اتينا) أتى فلان على صيغة المجهول أشرف عليه العدو.
(فسلط الله عليهم الخوف) في كل ليلة خصوصا في ليلة القدر حتى أصبحوا لأن كل خائن خائف وقد مر في باب انا أنزلناه من كتاب الحجة عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل أنه ليس من يوم ولا ليلة إلا وجميع الجن والشياطين يزور أئمة الضلالة ويزور أئمة الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر فهبط فيها من الملائكة إلى ولى الامر عدد خلق الله أو قال قيض الله تعالى من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولى الضلالة فأتوه بالافك والكذب حتى لعله يصبح وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل أيضا قال فإن كانا أي الأولان ليعرفان تلك الليلة تلك أي ليلة القدر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من شدة ما تداخلهما من الرعب ولا دلالة صريحا في تعلق على الثلاثة يتاب الله على الرجوع عن ذنوبهم ومغفرتها لجواز أن يراد به الرجوع عن عقوبتهم في الدنيا وكذا لا دلالة عليه في قوله تعالى (فتاب الله عليهم ليتوبوا) لجواز أن يراد أنه أنزل قبول توبتهم لكي يتوبوا وهم لم يتوبوا ويؤيد ما ذكره (عليه السلام) أنه تعالى بعد ذمهم حث المؤمنين على التقوى والكون مع الصادقين فقال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) في ايمانهم وعهودهم ونياتهم وأقوالهم في جميع أحوالهم ولا ريب في أن الموصوفين بهذه الصفات هم أهل العصمة (عليه السلام).
* الأصل:
569 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تلوت «التائبون العابدون» فقال: لا، اقرأ التائبين العابدين - إلى آخرها -» فسئل عن العلة في ذلك، فقال: اشترى من المؤمنين التائبين العابدين.
* الشرح: