وينتحلون ما ليس لهم (يقول ما أنا متكلفا ان أسألكم ما لستم بأهله من أجر المودة وإذا لم يكونوا من أهله لم يكن (صلى الله عليه وآله) من أهل سؤاله عنهم لانتفاء فائدته (فقالوا وما هو إلا شيء يتقوله) في القاموس تقول قولا ابتدعه عذبا (أم يقولون افترى على الله كذبا) أي يقول المنكرون للولاية افترى محمد بقوله الولاية من الوحي على الله كذبا (فإن يشأ الله يختم على قلبك يقول لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم) انكار لكون ما أوجب عليهم من الاقرار بفضل أهل بيته ومودتهم افتراء على الله واشعار بأن ذلك بالوحي حيث انه لو حبس الوحي عنه (صلى الله عليه وآله) لم يتكلم بشئ منهما.
(وقد قال الله عز وجل يمحو الله الباطل ويحق الحق بكلماته) يحتمل وجوها الأول أنه لو كان ما قاله (صلى الله عليه وآله) افتراء لمحاه ومحقه إذ من عادته تعالى محق الباطل واثبات الحق بوحيه أو بقضائه أو بوعده هذا ما ذكره بعض المفسرين، الثاني محق الباطل وهو الافتراء عن قلبه المطهر واثبات الحق وهو الولاية فيه يوحيه، الثالث محو الباطل وهو ما قدره المنافقون من رد ولاية أهل البيت واثبات الحق وهو ولا يتم كما قال عز وجل (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواهم والله متم نوره ولو كره المشركون) وقوله (يقول الحق لأهل بيتك الولاية) ينطبق على الوجوه المذكورة والولاية اما خبر للحق أو بدل عنه (وأسروا النجوى) تعلق الاسرار بالنجوى دل على المبالغة فيها لئلا يفطن به أحد (الذين ظلموا) بدل عن واو الجمع أو فاعل لأسروا والواو لعلامة الجمع أو مبتداه والمتقدم خبره أو منصوب على الذم والى هذه أشار جماعة من المفسرين (هل هذا إلا بشر مثلكم افتأتون السحر وأنتم تبصرون) بدل من النجوى أو مفعول لقول مقدر وأرادوا بالحصر نفى الرسالة عنه لزعمهم أن البشرية تنافيها وقصدوا به أن كل ما جاء به من الولاية وغيرها كذب وأن ما جعله دليلا على صدقه لكونه معجزا كالقرآن سحر، وان البصير العارف لا ينبغي أن يحضر السحر ويتبعه (والنجم إذا هوى) اطلاق النجم على محمد (صلى الله عليه وآله) من باب الاستعارة والتشبيه في الاهتداء به (لو أن عندي ما تستعجلون به لقضى الامر بيني وبينكم) أي لاهلكتكم وضربت أعناقكم (قال لو إني أمرت أن أعلمكم) تأويل للشرط وحده والجزاء هو الجزاء المذكور و «لو» هنا اما على قاعدة اللغة أو على قاعدة المعقول فعلى الأولى يستثنى نقيض المقدم ليعلم أنه سبب لانتفاء التالي في الخارج لا للعلم بانتفائه وعلى الثانية يستثنى نقيض التالي ليحصل العلم بانتفاء المقدم (فكان مثلكم) الخطاب للمنافقين والفاء للتفريع (كما قال الله عز وجل كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) هذا من باب تشبيه المعقول بالمحسوس لزيادة الايضاح ولما كان المشبه به أمرا محسوسا ظاهرا لا حاجة فيه إلى توضيحه أشار إلى توضيح المشبه بقوله (يقول أضاءت الأرض بنور محمد (صلى الله عليه وآله) - آه) حاصله