الخاصة التي لاحبائه وهي غير محصورة (وعمل تأبوتا) أي (صندوقا وجعل فيه سارة) انما فعل ذلك غيرة لئلا يراها أحد وقد كانت في غاية الحسن والجمال وقال في معارج النبوة في بعض الروايات ان حسن يوسف (عليه السلام) كان سهمان من ستة أسهم من حسنها وكانت كصورة حوراء واعلم أن نظير هذا الحديث مذكور في طرق العامة رواه مسلم في كتاب المناقب مع تغييرات يسيرة من جملة التغيرات أنه لم يكن يذكر أنها كانت في التابوت ومنها انه رآها بعض أهل الجبار فأتاه وأخبرني ولم يذكر أنه كان عاشرا ومنها ان إبراهيم لم يحضر مجلس الجبار حين أحضرها ومنها أنه قال لها إبراهيم (عليه السلام) إن سألك فأخبريه بأنك أختي في الاسلام ومنها أنه قبضت يد الجبار ثلاث مرات ومنها انه لم يذكر مشي الملك معه (عليه السلام) مشايعة له وقال صاحب معارج النبوة من علمائهم ان إبراهيم (عليه السلام) اشترى حمارا بعشرين درهما وحمل عليها سارة حتى بلغ حوالي مصر وكان فيه ملك جبار مشعوف بالنسوان وكانت عادته ان كل امرأة كانت له حسن وجمال كانت عماله بأمره يحضرونها عنده فإن قبلها أخذها والاردها إلى أهلها وقد بالغ في ذلك حتى أرسل أرقاما إلى جميع مملكته وعماله فلما سمع (عليه السلام) جعل سارة حينئذ في صندوق فلما بلغ إلى العاشر قصد فتح الصندوق فقال (عليه السلام) اعتبر ما فيه حريرا أو ديباجا وخذ عشره فأبى فقال اعتبره ذهبا وفضة فأبى فقال اعتبره جواهر ولئالى فأبى إلا أن يفتح ففتحه ورآها فتعجب وتحير من حسنها وأرسل الواقعة إلى الملك فأمر الملك بالاحضار فلما رآها الملك تحير ولم ير مثلها قط فقال لإبراهيم ما منزلتها منك؟
قال: أختي، يعنى في الدين ولم يقل زوجتي خوف أن يقصد قتله أو يأمره بالطلاق وعند ذلك مد يده إليها فدعت سادة فشلت يده ولم تتحرك، وقيل: عميت عيناه أيضا فقال من أنت وما حالك فقالت أنا زوجة إبراهيم نبي الله قال ادعى لي ولن افعل مثل ذلك بعد فدعت له فلما رجعت يده إلى حالتها الأصلية رجع إلى ما كان بصدده أولا حتى صدر منه ذلك ثلاث مرات فأخرج الخاطر السوء عن خاطره بالكلية وعظمها وأعطاها جارية جميلة وقال هاجر دعائك ومنه سميت هاجر، وقيل: أعطاها أغناما ومواشي أيضا وروى انها حين أدخلت في القصر أمر بخروج إبراهيم عنه فخرج (عليه السلام) مضطربا وتوسل إلى الله تعالى فرفع الله تعالى الحجاب تسليا له (عليه السلام) حتى رأى جميع ما وقع فيه فلما خرجت من القصر أخبرها بجميع ما مضى (وهي هاجر أم إسماعيل) قال عياض هاجر أم إسماعيل (عليه السلام) أبي العرب من أهل مصر، وقال القرطبي: هاجر كانت من الغرما قرية من قرى مصر وسميت الغرما باسم بانيها وهو الغرما بن قيس والغرما أخو الإسكندر بن فلبيس باني الإسكندرية اليوناني.
* الأصل: