قوله (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله) في الكشاف والبيضاوي التائبون رفع على المدح وهم التائبون والمراد بهم المؤمنون أو على الابتداء وخبره محذوف أي التائبون من أهل الجنة وان لم يجاهدوا أو خيره ما بعده أي التائبون هم العابدون إلى آخره والسائحون الصايمون شبهوا بذوي السياحة في الأرض في امتناعهم من الشهوات، وقيل: هم السايحون للجهاد أو لطلب العلم (فقال لا أقرأ التائبين العابدين إلى آخرها، فسئل عن العلة في ذلك فقال اشترى من المؤمنين) التايبين أشار إلى أنه بالجر صفة للمؤمنين فيدل على جواز الفصل بين الموصوف والصفة بالأجنبي وقد قرأه كذلك بعض القراء قال: في الكشاف قراء عبد الله وأبي التائبين بالياء إلى والحافظين نصبا على المدح أو جرا صفة للمؤمنين انتهى.
* الأصل:
570 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (صلى الله عليه وآله) قال: هكذا أنزل الله تبارك وتعالى (لقد جاءنا رسول من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا حريص علينا بالمؤمنين رؤوف رحيم).
* الشرح:
قوله (قال هكذا أنزل الله عز وجل لقد جائنا رسول من أنفسنا) أي من جنسنا في كونه بشرا مثلنا (عزيز عليه ما عنتنا) أي شاق شديد على ذلك الرسول عنتنا أي اثمنا وهلاكنا ودخول المشقة علينا ولقاؤنا الشدة والوهي والانكسار لكمال شفقته علينا (حريص علينا بالمؤمنين) حريص على أيماننا واصلاح أمرنا وعدم تجاوز أحد منا عن دينه الحق (رؤوف رحيم) قيل: الرأفة شدة الرحمة فهي أبلغ من الرحمة وانما قدمت لرعاية الفواصل، أقول ويمكن أن يقال الرحمة رقة القلب وهي سبب للرأفة وكان المراد أنه تعالى أنزله ليقرأ بعد قراءة قوله تعالى تصديقا له (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
* الأصل:
571 - محمد، عن أحمد، عن ابن فضال، عن الرضا (عليه السلام) (فأنزل الله سكينته على رسوله وأيده بجنوده لم تروها) قلت: هكذا؟ قال: هكذا نقرؤها وهكذا تنزيلها.
* الشرح:
قوله (وأيده بجنود لم تروها) دل على أن هذا سقط من الآية والظاهر أنا مأمورون بقراءة ما في هذا القرآن ولا يجوز لنا الزيادة على ما فيه.
* الأصل: