عملا في تثريب على مؤمن نصيحة ولا يقبل من مؤمن عملا وهو يضمر في قلبه على المؤمن سوءا، لو كشف الغطاء عن الناس فنظروا إلى وصل ما بين الله عز وجل وبين المؤمن خضعت للمؤمنين رقابهم وتسهلت لهم أمورهم ولانت لهم طاعتهم ولو نظروا إلى مردود الأعمال من الله عزوجل لقالوا: ما يتقبل الله عز وجل من أحد عملا وسمعته يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق.
قال: وسمعته يقول شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله عز وجل يوم القيامة بعدنا وما من شيعتنا أحد يقوم إلى الصلاة إلا اكتنفته فيها عدد من خالفه من الملائكة يصلون عليه جماعة حتى يفرغ من صلاته وإن الصائم منكم ليرتع في رياض الجنة تدعو له الملائكة حتى يفطر. وسمعته يقول: أنتم أهل تحية الله بسلامه، وأهل اثرة الله برحمته، وأهل توفيق الله بعصمته، وأهل دعوة الله بطاعته، لا حساب عليكم ولا خوف ولا حزن، أنتم للجنة والجنة لكم، أسماؤكم عندنا الصالحون والمصلحون وأنتم أهل الرضا عن الله عز وجل برضاه عنكم والملائكة إخوانكم في الخير فإذا جهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير البرية، دياركم لكم جنة، وقبوركم لكم جنة، للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم وإلى الجنة تصيرون.
* الشرح:
قوله: (إذا قال المؤمن لأخيه أف خرج من ولايته) التي أشار إليها جل شأنه بقوله (المؤمنون بعضهم أولياء بعض) أو من ولاية الله كما قال تعالى (الله ولي الذين آمنوا) وأف كلمة يقال عند التضجر للاحتقار والاستقذار والإنكار (وإذا قال: أنت عدوي كفر أحدهما) لأنه إن كذب كفر وإن صدق كفر المخاطب فأشار (عليه السلام) (إلى الأول بقوله لأنه لا يقبل الله عز وجل من أحد عملا في تثريب) أي في توبيخ واستقصاء في اللوم (على مؤمن نصيحة) هي بدل لعملا أو صفة له أو مفعول له لتثريب وإذا لم يقبل منه نصيحة في توبيخ ولوم فضلا عن غيرها فهو كافر وأشار إلى الثاني بقوله (ولا يقبل من مؤمن عملا وهو يضمر في قلبه على المؤمن سوء) وإذا لم يقبل منه عملا لتلك الحالة فهو كافر، وبالجملة ليس هو كافرا بالجحود المنافي لأصل الإيمان بل هو كافر بترك أمر الله تعالى ورعاية حقوق الأخوة وهو ناقص الإيمان، ثم حث على التواضع للمؤمن وأداء سائر حقوقه بقوله (ولو كشف الغطاء عن الناس فنظروا إلى وصل ما بين الله عز وجل وبين المؤمن) من القرب والإحسان والفيوضات التي لا تعد ولا تحصى (خضعت للمؤمنين رقابهم) كما خضعت له تعالى وللمقرب من أمراء الملوك وفي هذا المقام قد ترك الأوهام فيتوهم الاتحاد وقد ذكرنا توضيح ذلك في شرح الأصول (وتسهلت لهم) أي للناظرين أمورهم التي وراء أمور المؤمن لأنهم في واد