يكون هذا مذهب أبي حنيفة انتهى. أقول تارخ غير آزر كما صرح به بعض العامة وعلى هذا لا يرد أن تارخ هو آزر وأكثرهم على الاتحاد (دعني أذهب به إلى بعض الغيران) الغيران: جمع الغار وهو كالكهف في الجبل (فجعل الله رزقه في إبهامه فجعل يمصها فيشخب لبنها) الشخب ويضم: ما خرج من لضرع من اللبن والسيلان وشخب اللبن كمنع ونصر، وفي معارج النبوة نقل عن قصص التنزيل أنه يشخب من إبهامه لبن وعسل صاف وعن التيسير أنه يشخب من إحدى أصابعه ماء ومن الأخرى لبن خالص ومن الأخرى عسل مصفى ومن الأخرى تمر ومن الأخرى سمن (وجعل يشب) يشب فلان بالكسر ويضم: يرتفع ويكبر (فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها) في معارج النبوة قال لامه هل غير هذه البقعة منزل آخر؟ قالت: نعم أوسع وأحسن وأزين وهذه البقعة ضيقة وانما أسكنتك فيها خوفا من العدو وتحرزا من قتلك، فالتمسها أن تخرجه معها فلما أخرجته ليلا رأى (عليه السلام) أرضا موضوعة مبسوطة وسماء مرفوعة مزينة بزينة الكواكب فقال ما حكاه عنه جل شأنه القرآن الكريم بقوله (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي) - الآية، والمراد بالكوكب الجنس أو الزهرة كما قيل (هذا ربي) أي على زعمكم، وقيل: تقديره أهذا ربي بحذف حرف الاستفهام قاله على سبيل الإنكار وقيل: إنه (عليه السلام) كان في مقام الاستدلال على وجود الصانع والمستدل قيل: إتمام الاستدلال لا يحصل له العلم بالمطلوب فلما تم استدلاله حصل له اليقين بالرب الحقيقي فقال (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) وهذا ليس بشيء لأنه كان له علم بالرب بحسب الفطرة وقيل غير ذلك (إذ أخذ إبراهيم (عليه السلام) القدوم - آه) في النهاية القدوم بالتخفيف والتشديد: قدوم النجار، وفي القاموس، القدوم: آلة للنجر مؤنثة وقال ابن السكيت: ولا تقل قدوم بالتشديد بل قدوم بالفتح والتخفيف.
* الأصل:
559 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن حجر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خالف إبراهيم (عليه السلام) قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمه فقال إبراهيم (عليه السلام): (ربي الذي يحيي ويميت قال: أنا أحيي وأميت، قال إبراهيم: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين) وقال أبو جعفر (عليه السلام): عاب آلهتهم (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) قال أبو جعفر (عليه السلام): والله ما كان سقيما وما كذب، فلما تولوا عنه مدبرين إلى عيد لهم دخل إبراهيم (عليه السلام) إلى آلهتهم بقدوم فكسرها إلا كبيرا لهم ووضع القدوم في عنقه فرجعوا إلى آلهتهم فنظروا إلى ما صنع بها فقالوا: لا والله ما اجترأ عليها ولا كسرها إلا الفتى الذي كان يعيبها ويبرأ منها، فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار،