قول الله تبارك وتعالى: (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون). ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): نعوذ بالله أن لا نؤمن بالله وبرسوله، آمنا بالله وبرسوله (صلى الله عليه وآله).
* الشرح:
قوله: (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون، قال: لما أسري برسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاه جبرئيل بالبراق - آه) قيل: أسرى وسرى بمعنى واحد واتفق القراء على القراءة بأسرى لأن سرى قاصر وتعدية القاصر بالباء يقتضى شركة الفاعل مفعوله في الفعل، فإذا قلت: قعدت بزيد فالمعنى أنك قعدت معه وتعديته بالهمزة لا يقتضى ذلك، فإذا قلت أقعدت زيدا فالمعنى أنك جعلته يقعد بنفسه فلو وقعت القراءة بالثلاثي المتعدي بالباء أوهم شركة الله عبده في السرى والسري يستحيل على الله سبحانه ولا يعترض بقوله تعالى (ذهب الله بنورهم) لأنه مجاز والمعنى أذهب الله بنورهم وقيل: المفعول في الآية محذوف أي أسرى البراق بعبده أي جعله يسرى به وإنما حذف لأن المقصود ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) لا براق وهو دابة ركبها النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة المعراج ونقل عن ابن دريد أن اشتقاقه من البرق لسرعته ويحتمل أنه سمي بذلك لأن فيه لونين من قولهم شاة برقاء إذا كان في صوفها الأبيض طاقات سود وتوصف بأبيض لأن الشاة البرقاء معدودة من البيض، وقيل: سمي براقا إشارة إلى صفائه وبريقه، وقال المازري: من العامة نقلا عن مختصر العين أنه دابة كان الأنبياء يركبونها وما نقله من اشتراك الجميع في ركوبها يفتقر إلى نقل ولم يثبت عندنا. وقوله: فركبها الظاهر منه أن سير النبي (صلى الله عليه وآله) كان في حال يقظة بالجسم وهو قول علمائنا وقول أكثر العامة ويدل عليه قوله