الكتمان ويعلم ذلك أصدقاءك وإخوانك وكأنه أشار بزمان الذئب إلى زمان سلطان بني أمية وبزمان الكبش إلى مدة سلطان بني عباس فإن بعضهم هم أن يدفع الأمر إلى صاحبه ثم غدر كالمأمون وبزمان الميزان زمان ظهور القائم (عليه السلام) فإنه زمان عدل يمكن إظهار السر فيه، وبالجملة أشار إلى اختلاف حالات الخلق فغالب أحوالهم الغدر وعدم الوفاء بالعهد وهذا يقتضى كتمان السر عليهم وإذا اعتدل الزمان واعتدلت أحوالهم ينبغي إظهاره، ويحتمل أن يكون المراد أن لك معارف وأصدقاء وإخوانا فهل ترى أحدا منهم يكتم السر فإذا رأيت منهم الطاعة والانقياد وكتمان السر فاعلم أن ذلك الزمان زمان ظهور هذا الأمر والله يعلم.
* الأصل:
553 - أحمد بن محمد بن أحمد الكوفي، عن علي بن الحسن التيمي، عن علي بن أسباط، عن علي ابن جعفر قال: حدثني معتب أو غيره قال: بعث عبد الله بن الحسن إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يقول لك أبو محمد: أنا أشجع منك وأنا أسخى منك وأنا أعلم منك فقال لرسوله: أما الشجاعة فوالله ما كان لك موقف يعرف فيه جبنك من شجاعتك، وأما السخاء فهو الذي يأخذ الشيء من جهته فيضعه حقه، وأما العلم فقد أعتق أبوك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ألف مملوك فسم لنا خمسة منهم وأنت عالم، فعاد إليه فأعلمه ثم عاد إليه فقال له: يقول لك: أنت رجل صحفي، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): قل له: إي والله صحف إبراهيم وموسى وعيسى ورثتها عن آبائي (عليه السلام) * الشرح:
قوله: (يقول لك أنت رجل صحفي) يقال لمن يكثر النظر إلى الصحف صحفي بفتحتين منسوب إلى صحيفة أو إلى صحف بعد ردها إليها وبضمتين خطأ.
* الأصل:
554 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) فقال:
هو رسول الله (صلى الله عليه وآله).
* الشرح:
قوله: (وبشر الذين آمنوا أن لهم) أي بأن لهم (قدم صدق عند ربهم، قال: هو رسول الله) كان الضمير راجع إلى قدم وتذكيره باعتبار معناه المجازي إذ القدم قد يكون بمعنى السابق المتقدم باعتبار أن السبق والتقدم يكونان بالقدم، وإنما سمي به باعتبار أنه سابق إلى كل خير ومتقدم في كل كمال، وقيل: هو راجع إلى الذين آمنوا والجمع للتعظيم أو لشمول الأئمة (عليهم السلام) أيضا وفيه أن