شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥١٢
الكمال (وأخرجنا مما كنا فيه إلى ما صلحنا عليه) من الضلالة الجاهلية إلى شرف الهداية ببعثة الرسول وإنزال الكتاب وفيه تنبيه على ما كانت العرب عليه وإن لم يكن (عليه السلام) متصفا بصفاتهم وإنما أدخل نفسه المقدسة لأنه أدخل في قبول نصحه (فأبدلنا بعد الضلالة) عن سبيل الحق وانقطاع أثره في الجاهلية (بالهدى) بنور النبوة (وأعطانا البصيرة) القلبية التي بها يدرك الحق ويميز بينه وبين الباطل (من بعد العمى) أي عمى القلب عن إدراك الحق إذ الجهالة والضلالة وظلمة الكفر كانت محيطة بالربع المسكون قبل البعثة كما مر في كتاب العلم من الأصول، وفيه حث على أداء شكر تلك النعمة بمتابعة الدين وأهله (فأجابه الرجل الذي أجابه من قبل) تصديقا لما قاله (عليه السلام) وبدا بأن ثناءنا عليك لما أوجب الله عز وجل علينا من توقيرك وتعظيمك وأداء شكر نعمه الجليلة التي هي أنه جعلك إمامنا وهادينا ومالك سياسة أمورنا (فقال: أنت أهل ما قلت والله) من أنك لا تحب الفخر والكبر لنفسك تعظيما لربك ولا يثقل قول الحق وعرض العدل عليك إلى غير ذلك (والله فوق ما قلته) لأن صفاتك الجميلة وكمالاتك الجزيلة لا يبلغها الأوهام ولا تحيط بها الأفهام (فبلاؤه عندنا ما لا يكفر) أي إحسانه وإنعامه ونعمته تعالى عندنا بسبب فيضك الشامل وجودك الهاطل لا يجحد، يقال: كفر نعمة الله وبها كفورا وكفرانا إذا جحدها وسترها وهو كافر أي جاحد لأنعم الله تعالى.
(وقد حملك الله تبارك وتعالى رعايتنا) أي حفظنا عن سبيل الضلالة والوقوع في الجهالة والراعي كل من ولى أمر قوم وحفظهم عما يهلكهم أو يضرهم (وولاك سياسة أمورنا) أي أمرها ونهيها، تقول: سست الرعية سياسة إذا أمرتها ونهيتها (فأصبحت علمنا الذي نهتدي به) شبهه (عليه السلام) بالعلم وهو المنصوب في الطريق للاهتداء به (وأمرك رشد): أي صواب وهداية إلى سبيل الخير وإرشاد للخلق إلى مصالحهم (وقولك كله أدب) أي حسن عدل لكونه جاريا على القوانين العدلية (قد قرت بك في الحياة أعيننا) القرة بالضم: البرودة وهي كناية عن السرور لأن دمعة السرور باردة ويمكن أن يكون قرت بمعنى استقرت أي استقرت وسكنت بوجودك وفيضك أعيننا بحيث لا نستشرف إلى غيرك ولا تنظر إلى الجوانب طلبا للمغيث لعدم الحاجة إليه (وتحيرت عن صفة) أي عن وصف (ما فيك من بارع الفضل عقولنا) أريد بالفضل البارع الفضل الفائق على فضل الخلائق كلهم أو الغالب على العقول المعجز لها عن إدراكه الموجب لتحيرها (ولسنا نقول) ما قلنا لك من المدح والثناء (أيها الإمام الصالح تزكية لك) لأنه ليست في نفسك المقدسة الطاهرة الزكية شائبة نقص حتى تحتاج إلى التزكية (ولا نجاوز القصد) أي العدل (في الثناء عليك) كما يجاوزه الغلاة فتمنعنا منه (ولن يكن في أنفسنا طعن في يقينك أو غش في دينك - آه) لن يكن مثال لن يعد من الوكن: وهو السير والجلوس ويمكن أن يقرأ بضم الياء وفتح الكاف وشد النون من كنه إذا ستره معناه أنه لن
(٥١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557