الصبح بالتحريك ضوءه وإنارته، والفلق: الصبح نفسه، والفلق بالسكون: الشق، وفلقة الشيء بالكسر: قطعة منه، وقد شبه وجهه في النور والإضاءة بالقمر والتشبيه بالشيء إنما هو فيما اختص به بذلك الشيء واشتهر به فالتشبيه بالقمر إنما هو فيما ذكرنا وبالغزال إنما هو في الجيد وببقره الوحش إنما هو في العين وقد أخطأ من عاب تشبيه الوجه بالقمر وقال: لأن في القمر الكلف ومن عاب التشبيه بالغزال وقال: لأن للغزال أظلافا وقوائم ومن عاب التشبيه بالبقرة وقال: لأن للبقر قرونا وغفل أن وجه التشبيه ما ذكرناه (فقال الحمد لله محيث الحيث) فلا حيث له (ومكيف الكيف) فلا كيف له و (مؤين الأين) فلا أين له (فقام الناس فسردوا تلك المناقب) السرد: جودة سياق الحديث وفي تاج اللغة سرد «نيكو سخن راندن» (وإنما أحدث على الكفر بعد تحكيم الحكمين) لأن الحكم في الإمامة إنما هو لله تعالى فجعله للخلق كفر، والجواب أنه (عليه السلام) حرضهم على القتال ولم يرض بالتحكيم حتى رجعوا عنه وأجبروه على قبلوه فتقبله كرها بشرط أن لا يتجاوز من إليه الحكم عن كتاب الله وسنة رسوله (حتى انتهوا في المناقب إلى حديث خيبر لأعطين الراية غدا - اه) روى مسلم مثله عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الأمارة إلا يومئذ، قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب فأعطاه إياها، وقال له: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، قال: فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ يا رسول الله علام أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقهم وحسابهم» وعن سعد بن سعد «أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها، قال أين على بن أبي طالب: فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينه قال: فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عينيه ودعا له فبرأ حتى كان لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم» وعن سلمة بن الأكوع قال: كان علي رضي الله عنه قد تخلف عن النبي (صلى الله عليه وآله) في خيبر وكان رمدا فقال: أتخلف عن رسول الله (كذا) فخرج علي فلحق بالنبي (صلى الله عليه وآله) فلما كان مساء الليلة التي فتح الله في صبيحتها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه وإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله)
(٤٩٧)