شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٨٨
ونحن أهل النبوة والخلافة ونحن الأمراء وأنتم الوزراء وإخواننا وأحب الناس إلينا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم وأخذ بيد عمر وأبي عبيدة وكان بينهما فقال قائل من الأنصار:
منا أمير ومنكم أمير، وكثر اللغط وارتفعت الأصوات، قال عمر: حتى خفنا الاختلاف فقلت لأبي بكر: ابسط يدك فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار ويردنا إلى سعد بن عبادة، فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة، فقلت: قتل الله سعد بن عبادة، ثم نقل هذه القصة بطريق آخر قريب من المذكور إلا أنه قال: لما وضع أبو بكر يده على عمرو وأبي عبيدة وقال: أنا أدعوكم إلى أحد هذين الرجلين قالا معا: لا ينبغي لأحد أن يكون فوقك يا أبا بكر فقال قائل من الأنصار: منا أمير ومنكم أمير وكثر اللغط حتى خيف أن تقع الفتنة وأوجد بعضهم بعضا فقام أسيد بن حضير وبشير بن سعد يستقبلان ليبايعوا أبا بكر فسبقهما عمر ثم بايعا معه ثم وثب الناس يبتدرون البيعة فما فرغ أبو بكر من البيعة رجع إلى المسجد فصعد المنبر فبايعه الناس وشغلوا الناس عن دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى كان آخر الليل من ليلة الثلاثاء وقد كان وفاته (صلى الله عليه وآله) نصف النهار من يوم الاثنين ثم أبو بكر لما حضرته الوفاة استخلف عمر وعمر لما حضرته الوفاة تركها شورى بين الستة وهم عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف (فخصموهم بحجة علي (عليه السلام)) أي بحجة هي لعلي (عليه السلام) عليهم (في ظلة بني ساعدة) الظلة بالضم كهيئة: الصفة (بين عينيه سجاده) السجادة بالفتح: أثر السجود في الجبهة وفلان شديد التشمير شديد الاجتهاد للعبادة وهو يبكي، قال: بعض الأفاضل ولا يمتنع أن يكون بكاؤه حقيقة لأنه جسم ولعل بكاؤه لشدة سروره بموت النبي (صلى الله عليه وآله) وجلوس أبي بكر محله، وقال محيى الدين شارح مسلم: الشيطان جسم لطيف روحاني قد يتصور بصورة، وقال القرطبي: يجوز رؤيته وقوله تعالى (من حيث لا ترونهم) محمول على الغالب، ثم قال:
وقيل: إن رؤيته على صورته الأصلية ممتنعة على غير الأنبياء أو من خرقت له العادة وإنما يراه الناس في صورة غيرها كما جاء في الآثار، أقول: الآثار من طرق العامة والخاصة مستفيضة دالة على جواز رؤية الناس إياه في صورته الفرعية، وأما رؤيتهم إياه في صورته الأصلية كما دل (عليه السلام) كلام القرطبي وإن لم تكن ممتنعة عقلا لكنها لم يثبت لا عقلا ولا نقلا ولذلك قال المازري: هذه دعوى أن لم تكن لها مستند فهي مردودة نعم ثبوتها للأنبياء من باب خوارق العادة لاختصاصهم بالروح القدسية والقوة البصرية التي تدرك بها الأشياء التي هي محجوبة عن غيرهم وفي قوله (عليه السلام): أخبرني دليل على قوله ذاك إبليس وليس المقصود به رفع إنكار المخاطب لأن سلمان كان عالما بصدق مقالته في كل ما يقول بل المقصود به زيادة تقرير الحكم وتثبيته في ذهن المخاطب والمبالغة في حثه على التلقي بالقبول مع ما فيه من الإشعار بأنه (عليه السلام) كان عالما بهذا القضية ونقضهم العهد قبل الوقوع وبأن
(٤٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 493 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557