الغالب في الموصوف بهما أنه يعبر الرؤيا بما يوجب ضرر الرائي وكراهته وتشوش نفسه عاجلا وآجلا أما عاجلا فظاهر لأن النفس معتادة بالانقباض عند سماع مالا يوافقها من المكاره وأما آجلا فلأنه ربما يقع ما عبر به إذ للتعبير مدخل عظيم في وقوعه كما مر ولو لم يقع فلا شبهة في أنه قد يبطىء وقوع خلافه وهو ما تقتضيه رؤياه في نفس الأمر فهو في تلك المدة مشوش مغموم لتجوزه ووقوع ذلك التعبير.
* الأصل:
531 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبان ابن عثمان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجل يقال له: ذو النمرة وكان من أقبح الناس، وإنما سمي ذو النمرة من قبحه فأتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أخبرني ما فرض الله عز وجل علي؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): فرض الله عليك سبعة عشر ركعة في اليوم والليلة وصوم شهر رمضان إذا أدركته والحج إذا استطعت إليه سبيلا والزكاة وفسرها له، فقال: والذي بعثك بالحق نبيا ما أزيد ربي على ما فرض علي شيئا؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ولم يا ذا النمرة؟! فقال كما خلقني قبيحا قال: فهبط جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تبلغ ذا النمرة عنه السلام وتقول له: يقول لك ربك تبارك وتعالى: أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل يوم القيامة فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا ذا النمرة هذا جبرئيل يأمرني أن ابلغك السلام ويقول لك ربك: أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل؟ فقال: ذو النمرة فإني قد رضيت يا رب فوعزتك لأزيدنك حتى ترضى.
* الشرح:
قوله: (ويقال له: ذو النمرة) في القاموس، النمرة بالضم: النكتة من أي لون كان والأنمر ما فيه نمرة بيضاء وأخرى سوداء وهي نمراء وإنما أقسم أن لا يفعل الخيرات وقد صح النهي عنه لأن النهي لم يبلغه أو بلغه وعلم أن الحلف على ذلك غير منعقد لكنه لم يرد القسم حقيقة بل أتى بصورته ترويجا لمقصوده وهو عدم الإتيان بغير الفرائض.