الرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة كما مر.
* الأصل:
526 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، وغيره، عن منصور بن يونس، عن ابن أذينة، عن عبد الله بن النجاشي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عز وجل (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) يعني والله، فلانا وفلانا، (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) يعني: والله، النبي (صلى الله عليه وآله) وعليا (عليه السلام) مما صنعوا أي لو جاؤوك بها يا علي فاستغفروا الله مما صنعوا واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هو والله علي بعينه (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت) على لسانك يا رسول الله يعني به من ولاية علي (ويسلموا تسليما) لعلي.
* الشرح:
قوله: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عز وجل أولئك الذين) إشارة إلى الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وهم أهل النفاق بعلي (عليه السلام) المتعاهدون بسلب الخلافة عنه (يعلم الله ما في قلوبهم) من النفاق والإنكار له (عليه السلام) (فأعرض عنهم) أي عن عقابهم لمصلحة في استبقائهم وقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يعرفهم (وعظهم) موعظة حسنة لعلهم يرجعون (وقل لهم في أنفسهم) قيل في الخلوة بهم لأن النصح في السر أنفع (قولا بليغا) في الترغيب والترهيب لعله يؤثر في نفوسهم (يعني والله فلانا وفلانا) ومن وافقهما في رد الخلافة، وفيه إشارة إلى أنهم هم المنافقون المذكورون (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع باذن الله) أي بسبب إذنه في طاعته أو بأمره بها وقد جاء في بعض الروايات تفسير الإذن بالأمر، قال القاضي: كأنه احتج بذلك على أن الذي لم يرض بحكمه ولم يطعه كان كافرا لأنه لم يقبل رسالته (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) بالنفاق والتعاهد على رد الخلافة (جاؤوك) تايبين عن ذلك معتذرين (فاستغفروا الله) بالتوبة والرجوع إليه (واستغفر لهم الرسول) بالشفاعة وطلب التجاوز عن ذنوبهم (لوجدوا الله توابا رحيما) قال القاضي: لعلموه قابلا لتوبتهم وإن فسر (وجد) بصادف كان توابا حالا ورحيما بدلا منه أو حالا من ضمير فيه (يعني والله النبي (صلى الله عليه وآله) وعليا (عليه السلام) مما صنعوا) يحتمل وجهين، أحدهما: أنه تفسير لقوله تعالى (إذ ظلموا أنفسهم) يعني: أنهم ظلموهما (عليهما السلام) مما صنعوا من رد أمر الرسول (صلى الله عليه وآله) وإنكار ولاية علي (عليه السلام) ولكن ثمرة الظلم لما كانت عائدة إليهم نسب الظلم إلى أنفسهم، وثانيهما: أنه تفسير للرسول