شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٧٦
ما قال: ثم غاب زوجها ثالثة فرأت في منامها أن جذع بيتها قد انكسر فلقيت رجلا أعسر فقصت عليه الرؤيا فقال لها الرجل السوء: يموت زوجك: قال: فبلغ] ذلك [النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ألا كان عبر لها خيرا.
* الشرح:
قوله (فقلت له) تصديقا لقوله (عليه السلام) «الرؤيا على ما تعبر» (أن بعض أصحابنا روى أن رؤيا الملك) أن ملك مصر (كانت أضغاث أحلام - اه‍) وهي التي لا يصح تأويلها لاختلاطها من الضغث بالكسر:
وهو قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس وإنما فسرها يوسف (عليه السلام) فوقعت على نحو تفسيره والظاهر أن رؤياه كان مطابقة لما في الواقع إلا أن اختلاط بعض أجزائها ببعض أعجز المعبرين عن الانتقال منها إلى مدلولها، ويمكن أن يراد بالملك أي ملك كان لتشوش خواطر الملوك وتكثر خيالاتهم فتكون رؤياهم مختلطة غالبا والأول أنسب بالسابق وبكانت، والجذع بالكسر: ساق النخلة، والرجل الأعسر: الشديد أو الشوم، وفي هذا الخبر وما قبله دلالة واضحة على أن الرؤيا بالأول عابر وعلى نحو ما وقع به العبارة أولا إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا، وهذا ينافي ما مر من أن أبا حنيفة عبر رؤيا محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) على خلاف ما هو في الواقع ثم عبرها أبو عبد الله (عليه السلام) بعد خروج أبي حنيفة بما هو في الواقع وقد وقع ما عبره (عليه السلام) بعد أيام قلائل ولا يمكن الجمع بينهما بأن الرؤيا لأول عابر إذا أصاب وجه العبارة وإلا فهي لمن أصابها بعده، بل الجمع أن ذلك محمول على الإيجاب الجزئي إذ قد يؤثر التعبير في النفس قبضا أو انبساطا من باب التطير أو التفأل فيؤثر لأجل ذلك كما قال، نظير ذلك في المسحور من قال: السحر لا حقيقة له وقد ورد في بعض الروايات أن الطيرة لا أثر لها مع أنه ورد في بعضها كيفية الاستعاذة منها ليتخلص من شرها من يجد في نفسه منها شيئا وبالجملة لأمثال ذلك قد يكون تأثير في النفوس وقد لا يكون، لا يقال الرؤيا لا يغيرها عبارة عابر وكيف يغير لما جاءت نسخته من أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ قول أحد أو فعله لأنا نقول ذلك ممنوع إذ يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، وبالجملة تغيرها مثل تغير البلايا والأمراض ونحوها بالدعاء والصدقات، فإن قلت: قد سمعت هذه المرأة تعبير رؤياها من النبي (صلى الله عليه وآله) مرتين فلم قصت على رجل أعسر قلت بعثها على ذلك طلب الشعف والسرور لظنها أن ذلك الرجل يعبر لها كما عبر لها النبي (صلى الله عليه وآله) أو اعتقدت أن الرؤيا الواحدة قد يختلف تعبيرها بحسب الأوقات المختلفة أو كان قصدها مجرد الأخبار دون الاستعبار.
* الأصل:
529 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه،] جميعا [عن ابن
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557