محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن رسول الله كان يقول إن رؤيا المؤمن ترف بين السماء والأرض على رأس صاحبها حتى يعبرها لنفسه أو يعبرها له مثله فإذا عبرت لزمت الأرض فلا تقصوا رؤياكم إلا على من يعقل.
* الشرح:
(فلا تقصوا رؤياكم إلا على من يعقل) المراد بالعاقل: العالم بالتعبير القادر على الانتقال من الأصل إلى الفرع ومن الجلي إلى الخفي ومن الظاهر إلى الباطن أو الأعم من ذلك وذلك لئلا يعبرها له بما يحزنه وقد تخرج الرؤيا على نحو ما تعبر كما دل عليه الحديث السابق، وبالجملة الرؤيا تنقسم إلى ما هو حسن في الظاهر والباطن وإلى ما هو مكروه فيهما وإلى ما هو حسن في الظاهر ومكروه في الباطن وإلى العكس والمعبر لابد أن يكون عاقلا عالما بطرق التعبير إما بالتجربة أو بالإلهام أو بالسماع من أهل التجربة والإلهام، وقال علماء التعبير: طرق التعبير أربعة: الاشتقاق كاشتقاق العاقبة من رؤية العقبة والرفعة من رؤية الرافع، الثاني: ما يعبر بمثاله في الشكل أو في الصفة مثل أن يعبر الرطب بالدين لأنه حلو في القلوب ولأن الدين كمل بعد تدريج كما أن الرطب حلو كمل بعد تدريج من الطلع إلى أن صار حلوا، الثالث: تعبيره بالمعنى المقصودي من ذلك الشيء المرئي كدلالة فعل السفر على السفر وفعل السوق على المعيشة وفعل الدار على الزوجة والجارية. الرابع:
التعبير بما تقدم له ذكر في القرآن والسنة والشعر أو كلام العرب وأمثالها أو كلام الناس وأمثالهم أو خبر معروف أو كلمة حكمة وذلك كتعبير الخشبة بالمنافق لقوله تعالى (كأنهم خشب مسندة)، وتعبير الفأرة بالفاسق لأنها تسمى في الحديث فويسقة، وتعبير الزجاجة بفم المرأة لتسمية بعض الشعراء إياه بذلك إلى غير ذلك من الاعتبارات والمناسبات التي لا يقدر على استنباطها الجاهل، فربما يكون الرؤيا مكروهة في الظاهر حسنا في الباطن والرائي محزون بمراعاة ظاهرها فإذا عبرها الجاهل نظرا إلى ظاهرها زاده غما على غم ومع ذلك قد يؤثر تأويله بصرفه إلى المكروه فيقع الرائي في مكروه بمقتضى تأويله.
* الأصل:
530 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن عروة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي.
* الشرح:
قوله: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي) فإن