شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٧٧
محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن رسول الله كان يقول إن رؤيا المؤمن ترف بين السماء والأرض على رأس صاحبها حتى يعبرها لنفسه أو يعبرها له مثله فإذا عبرت لزمت الأرض فلا تقصوا رؤياكم إلا على من يعقل.
* الشرح:
(فلا تقصوا رؤياكم إلا على من يعقل) المراد بالعاقل: العالم بالتعبير القادر على الانتقال من الأصل إلى الفرع ومن الجلي إلى الخفي ومن الظاهر إلى الباطن أو الأعم من ذلك وذلك لئلا يعبرها له بما يحزنه وقد تخرج الرؤيا على نحو ما تعبر كما دل عليه الحديث السابق، وبالجملة الرؤيا تنقسم إلى ما هو حسن في الظاهر والباطن وإلى ما هو مكروه فيهما وإلى ما هو حسن في الظاهر ومكروه في الباطن وإلى العكس والمعبر لابد أن يكون عاقلا عالما بطرق التعبير إما بالتجربة أو بالإلهام أو بالسماع من أهل التجربة والإلهام، وقال علماء التعبير: طرق التعبير أربعة: الاشتقاق كاشتقاق العاقبة من رؤية العقبة والرفعة من رؤية الرافع، الثاني: ما يعبر بمثاله في الشكل أو في الصفة مثل أن يعبر الرطب بالدين لأنه حلو في القلوب ولأن الدين كمل بعد تدريج كما أن الرطب حلو كمل بعد تدريج من الطلع إلى أن صار حلوا، الثالث: تعبيره بالمعنى المقصودي من ذلك الشيء المرئي كدلالة فعل السفر على السفر وفعل السوق على المعيشة وفعل الدار على الزوجة والجارية. الرابع:
التعبير بما تقدم له ذكر في القرآن والسنة والشعر أو كلام العرب وأمثالها أو كلام الناس وأمثالهم أو خبر معروف أو كلمة حكمة وذلك كتعبير الخشبة بالمنافق لقوله تعالى (كأنهم خشب مسندة)، وتعبير الفأرة بالفاسق لأنها تسمى في الحديث فويسقة، وتعبير الزجاجة بفم المرأة لتسمية بعض الشعراء إياه بذلك إلى غير ذلك من الاعتبارات والمناسبات التي لا يقدر على استنباطها الجاهل، فربما يكون الرؤيا مكروهة في الظاهر حسنا في الباطن والرائي محزون بمراعاة ظاهرها فإذا عبرها الجاهل نظرا إلى ظاهرها زاده غما على غم ومع ذلك قد يؤثر تأويله بصرفه إلى المكروه فيقع الرائي في مكروه بمقتضى تأويله.
* الأصل:
530 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن عروة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي.
* الشرح:
قوله: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي) فإن
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557