اذهب فأتني بخمسمائة نواة وفي رواية الحشوية بخمسمائة نبلة فجاءه سلمان بخمسمائة نواة فقال: سلمها إلى علي (عليه السلام) ثم قال لسلمان: اذهب بنا إلى الأرض التي طلب النخل فيها فذهبوا إليها وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يثقب الأرض بإصبعه ثم يقول لعلي (عليه السلام) ضع في الثقب نواة ثم يرد التراب عليها ويفتح رسول الله أصابعه فتفجر الماء من بينها فيسقى ذلك الموضع ثم يصير إلى موضع الثانية فإذا فرغ من الثانية تكون الأولى قد نبتت ثم يصير إلى موضع الثالثة فإذا فرغت تكون الأولى منها قد حملت ثم يصير إلى موضع الرابعة وقد نبتت الثالثة وحملت الثانية وهكذا حتى فرغ من غرس الخمسمائة وقد حمل كلها فنظر اليهودي وقال: صدقت قريش أن محمدا ساحر، وقال: قبضت منك النخل فأين الذهب فتناول رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجرأ كان بين يديه فصار ذهبا أجود ما يكون فقال اليهودي: ما رأيت ذهبا قط مثله وقدره مثل تقدير عشر أواق فوضعه في الكف فرجح فزاد عشرا حتى صار أربعين أوقية لا يزيد ولا ينقص، قال سلمان فانصرف إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلزمت خدمته وأنا حر.
* الأصل:
458 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن ثمامة بن أثال أسرته خيل النبي (صلى الله عليه وآله) وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اللهم أمكني من ثمامة فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني مخيرك واحدة من ثلاث: أقتلك؟ قال: إذا تقتل عظيما، أو افاديك، قال: إذا تجدني غاليا، أو أمن عليك قال: إذا تجدني شاكرا، قال: فإني قد مننت عليك قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله وقد والله علمت أنك رسول الله حيث رأيتك وما كنت لأشهد بها وأنا في الوثاق.
* الشرح:
(إن ثمامة بن أثال أسرته خيل النبي (صلى الله عليه وآله)) قيل في المغرب أثال بالضم: المال والمجد وبه سمي والد ثمامة و «أبال» تصحيف وأبو وجزة بن أبى عمرو بن أمية - اه) ضبط وجزة بالزاي المعجمة وعتبة بضم العين وسكون التاء، وفلسطين: كورة بالشام وقرية بالعراق، والشامة: علامة تخالف البدن التي هي فيه ويقال لها بالفارسية «خال»، والدكنة بالضم: لون إلى السواد دكن كفرح فهو أدكن.
* الأصل:
459 - عنه، عن أبيه، عن أحمد بن محمد، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما ولد النبي (صلى الله عليه وآله) جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملأ من قريش فيهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام وأبو وجزة بن أبي عمرو بن أمية وعتبة بن ربيعة فقال: أولد فيكم مولود