الليلة؟ فقالوا: لا قال: فولد إذا بفلسطين غلام اسمه أحمد به شامة كلون الخز الأدكن ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه قد أخطأكم والله يا معشر قريش فتفرقوا وسألوا فأخبروا أنه ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام فطلبوا الرجل فلقوه، فقالوا: إنه قد ولد فينا والله غلام قال: قبل أن أقول لكم أو بعد ما قلت لكم؟ قالوا: قبل أن تقول لنا، قال: فانطلقوا بنا إليه حتى ننظر إليه فانطلقوا حتى أتوا أمه فقال: أخرجي ابنك حتى ننظر إليه فقالت إن ابني والله لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان لقد اتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها، ثم خرج منه نور حتى نظرت إلى قصور بصرى وسمعت هاتفا في الجو يقول: لقد ولدتيه سيد الأمة فإذا وضعتيه فقولي: أعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمدا، قال الرجل: فأخرجيه فأخرجته فنظر إليه ثم قلبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه فخر مغشيا عليه فأخذوا الغلام فأدخلوه إلى أمه وقالوا: بارك الله لك فيه، فلما خرجوا أفاق فقالوا له: مالك ويلك؟ قال: ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة هذا والله من يبيرهم ففرحت قريش بذلك فلما رآهم قد فرحوا قال:] قد [فرحتم أما والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق والمغرب وكان أبو سفيان يقول: يسطو بمصره.
* الشرح:
وقوله: (قد أحظاكم) إما بالحاء المهملة والظاء المعجمة من الحظوة بالضم أو الكسر: وهي المكانة والمنزلة أي جعلكم ذوي منزلة رفيعة بين للناس أو بالخاء المعجمة والطاء المهملة من الخطو وهو المشي والركوب والتجاوز، يقال تخطى الناس وأخطاهم إذا ركبهم وجاوزهم وقال بعض الأفاضل في توجيه علم الرجل بذلك وتوجيه قوله «فولد إذا بفلسطين» بعد قولهم «لا» مذكور في الكتب المنزلة على الأنبياء المتقدمين (عليهم السلام) يولد في مكة رجل معصوم اسمه أحمد وكنيته أبو القاسم وكذلك في قرية من العراق أحدهما نبي والآخر إمام ومذكور الليلة التي يولد فيها أحد الأحمدين، والمراد باتقاء الأرض بيديه الحذر من ضررها عند السقوط بتقديمها، والقصور جمع القصر وهو بناء معروف «وبصرى» كحبلى: بلد بالشام وقرية قرب بغداد، والسطو «گرفتن» بعنف سطى عليه وبه سطوا وسطوة قهره وأذله وبطشه بشدة وقول أبى سفيان (يسطو بمصر - اه) استفهام إنكار واعلم أن هذه الشامة هي التي تسمى بخاتم النبوة وإنما سميت بذلك لأنها إحدى العلامات التي يعرف بها علماء الكتب السابقة وكذا لما حصل عند سلمان من علامات صدقه ما حصل كموضع مبعثه ومهاجره جد في طلبه فلما جعل يتأمل ظهره فعلم (عليه السلام) أنه يريد أن يقف على ما يعرف به من خاتم النبوة فأزال الرداء عن ظهره الكريم، فلما رأى سلمان الخاتم أكب عليه يقبله ويقول أشهد أنك رسول الله، قيل: وكذلك حين خرج مع عمه أبى طالب إلى الشام ومروا بصومعة