كلما ارتفع زحل درجة) من التبريد (انحط المريخ درجة) من التسخين (حتى ينتهي المريخ في الهبوط) ويبلغ غاية النقصان في التسخين (وينتهي زحل في الارتفاع) في التبريد ويبلغ غاية الكمال فيه (فيجلو زحل) في التبريد لأنه حينئذ في حد الكمال منه (وذلك في أول الشتاء وآخر الخريف) عند بلوغ الشمس أول الجدي وغاية بعدها عن سمت الرأس (فلذلك يشتد البرد) لكما سببه بلا معارض (وكلما ارتفع هذا هبط هذا وكلما هبط هذا ارتفع هذا) هذا تأكيد لجميع ما تقدم والمراد بالارتفاع والهبوط، الارتفاع والهبوط في التأثير كما ذكرنا ولما كان ههنا سؤال أشار إلى جوابه بقوله (فإذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر) لأنه بارد كما مر لا للشمس والمريخ وهو ظاهر ولا لزحل لأنه حينئذ مغلوب فلا يصير غالبا (وذا كان في الشتاء يوم حار فالفعل في ذلك للشمس) لا لزحل وهو ظاهر ولا للمريخ لأنه مغلوب له وأما تأثير الشمس في ذلك اليوم دون غيره من الأيام فلجواز زوال المانع مع تأثيرها فيه ووجوده في غيره غير البعد المشترك في الجميع (هذا تقدير العزيز العليم) بأحوال العباد والبلاد ومصالحهم فقدر نظام العالم بذلك لتحقق الفصول، وفوائد الفصول كثيرة لا يسع المقام ذكرها (وأنا عبد رب العالمين) فيه إظهار العجز والمسكنة وغاية التذلل والانقياد هذا الذي ذكرناه من باب الاحتمال وإنما لم نحمله على ظاهره الدال على أن الحرارة والبرودة منهما فقط لا من الشمس بسبب القرب والبعد وعلى تساويهما في الحركة وتقابلهما في الوضع ودورهما في سنة لأن الكل مناف لما هو المقرر عند الرياضيين إذ حركة التدوير للأول في يوم سبعة وعشرون دقيقة وللثاني سبعة وخمسون دقيقة وحركة الحامل للأول إحدى وثلاثون دقيقة وللثاني دقيقتان فلا تساوي ولا تقابل ولا دورة في سنة فيهما لا باعتبار حركة التدوير ولا باعتبار حركة الحامل وزيادة تداوير أو خارج مركز لكل منهما مع اعتبار حركة للزائد على وجه توافق مجموع حركته وحركة المزيد عليه حركة خارج مركز الشمس وهي في كل يوم تسعة وخمسون دقيقة ليتحقق المساواة في الحركة وحركة المزيد عليه ويتم الدورة في سنة مناف للمحسوس والمرصود ومع ذلك لا يرفع الاختلاف بالكلية فليتأمل فإنه دقيق جدا.
475 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه ومن أحبك ولم يمت فهو ينتظر وما طلعت شمس ولا غربت إلا طلعت عليه برزق وإيمان - وفي نسخة نور.
476 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيأتي على أمتي زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا ولا يريدون به ما عند الله ربهم، يكون دينهم رياء، لا يخالطهم خوف، يعمهم الله منه بعقاب