شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٩٧
أن اصنع سفينة وأوسعها وعجل عملها، فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده، فأتى بالخشب من بعد حتى فرغ منها، قال المفضل: ثم انقطع حديث أبي عبد الله (عليه السلام) عند زوال الشمس، فقام أبو عبد الله (عليه السلام) فصلى الظهر والعصر، ثم انصرف من المسجد فالتفت عن يساره وأشار بيده إلى موضع دار الداريين وهو موضع دار ابن حكيم وذاك فرات اليوم: فقال لي: يا مفضل] و [ههنا نصبت أصنام قوم نوح (عليه السلام) «يغوث ويعوق ونسرا» ثم مضى حتى ركب دابته. فقلت: جعلت فداك في كم عمل نوح سفينته حتى فرغ منها؟ قال: في دورين، قلت: وكم الدورين، قال: ثمانين سنة.
قلت: وإن العامة يقولون: عملها في خمسمائة عام، فقال: كلا كيف والله يقول: (ووحينا) قال: قلت:
فأخبرني عن قول الله عز وجل: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) فأين كان موضعه؟ وكيف كان؟
فقال: كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد فقلت له: فان ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم ثم قلت له وكان بدء خروج الماء من ذلك التنور فقال: نعم إن الله عز وجل أحب أن يرى قوم نوح آية، ثم إن الله تبارك وتعالى أرسل عليهم المطر يفيض فيضا وفاض الفرات فيضا، والعيون كلهن فيضا، فغرقهم الله عز ذكره وأنجى نوحا ومن معه في السفينة، فقلت له: كم لبث نوح في السفينة حتى نضب الماء وخرجوا منها؟ فقال: لبثوا فيها سبعة أيام ولياليها وطافت بالبيت أسبوعا ثم استوت على الجودي وهو فرات الكوفة فقلت له: إن مسجد الكوفة قديم فقال: نعم وهو مصلى الأنبياء (عليهم السلام) ولقد صلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين اسري به إلى السماء فقال له جبرئيل (عليه السلام)، يا محمد هذا مسجد أبيك آدم (عليه السلام) ومصلى الأنبياء (عليهم السلام) فانزل فصل فيه، فنزل فصلى فية، ثم إن جبرئيل (عليه السلام) عرج به إلى السماء.
* الشرح:
(ثم غيره بعد زياد بن أبي سفيان) هنا حكاية غريبة وهي ما رواه مسلم في باب من ادعى إلى غير أبيه فهو كافر حيث قال: حدثني عمر والناقد، قال: حدثنا هشين بن بشير، قال: حدثنا أبو خالد الجذاء عن أبى عثمان قال: لما ادعى زياد لقيت أبا بكرة فقلت له ما هذا الذي صنعتم إني سمعت سعد بن أبى وقاص يقول: سمعت أذني من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: من أدعى أبا في الإسلام غير أبيه يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام، فقال أبو بكرة: فأنا سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) انتهى، قال أبو عبد الله شارحه: زياد أخو أبى بكرة لأمه ادعاه معاوية وألحقه بأبيه أبى سفيان وكان أبو بكرة أنكر ذلك وهجر زيادا وحلف أن لا يكلمه أبدا فلعل أبا عثمان لم يبلغه إنكار أبي بكرة أو بلغه وعنى ما هذا الذي صنع أخوك، وسبب الاستلحاق أن زيادا كان واليا في الفارس وذا مال كثير وحشر عظيم فخاف معاوية عصيانه فأرسل إليه المغيرة بن شعبة ودعاه إليه على أن يلحقه بأبيه فحضر وأحضر
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557