* الشرح:
قوله: (ثلاث هن فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة. انتهى) الفخر ويحرك: التمدح بالخصال والكبر والعظم والشرف كالافتخار ولعل المراد أن الثلاثة زينة كاملة للمؤمن صالحة الفخر بها لو جاز الفخر ولو ذكرها المؤمن من حيث أنها نعم جليلة أعطاه الله إياها ووفقه لها فهو جائز بل هو شكر كما قال سيد المرسلين «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»: أي لا أقوله تكبرا وتعظما بل شكرا وتحدثا بنعمته.
* الأصل:
312 - ابن محبوب، عن مالك بن عطيه، أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع، ولا كرم إلا بتقوى، ولا عمل إلا بالنية ولا عبادة إلا بالتفقه، ألا وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله.
* الشرح:
قوله: (لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع) الحسب: الشرف والكمال، والقرشي بضم القاف وفتح الراء: منسوب إلى قريش على غير قياس قريشى بإثبات الياء، والتواضع من الوضع: خلاف الرفع والتكبر، والمراد به التواضع لرب العالمين ولرسوله وأوليائه وللمؤمنين ومن تواضع وأظهر الذل والانكسار لهم فهو ذو شرف وكمال رفع الله قدرة في الدينا والآخرة ومن تكبر عليهم فهو خسيس ناقص خفضه الله فيهما (ولا كرم إلا بتقوى) وهي اتخاذ الوقاية من عقوبة الله تعالى وسخطه بترك المعصية وفعل الطاعة (ولا عمل إلا بالنية) لأن عمل القلب والجوارح تابع للنية فإن صحت صح وإن فسدت فسد وإن شئت زيادة توضيح فارجع إلى ما ذكرناه في باب النية وغيره من كتاب الكفر والإيمان (ولا عمل إلا بالتفقه) لأن الإتيان بالعمل المطلوب شرعا متوقف على معرفة حقيقة العمل وأجزائه وأركانه وشرائطه ومصلحه ومفسده وكيفيته وحدوده ومن ثم روى أن الجاهل إصلاحه للعمل أكثر من إفساده (وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله) قال أبو جعفر على سبيل الإنكار: «حسب الرجل أن يقول أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون فعالا فلو قال: إني أحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورسول الله (صلى الله عليه وآله) خير من على ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه وقال: من كان لله مطيعا فهو لنا ولى ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع» الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
* الأصل:
313 - ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن