إلا أن تبلغ نفسه هذا المكان. انتهى) أقر الله عينه: من القر بالضم وهي البرد أي أبرد دمعتها وهو كناية عن الفرح والسرور لأن دمعتها باردة أو أراها ما كانت متشوقة إليه من القرار أي أثبتها وأسكنها بمشاهدة الكرامة حتى لا تستشرف إلى غيرها (أما ترضون أن تصلوا ويصلوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم. انتهى) فيه تسلية للمؤمنين إذا كما أن هلاكهم يشفي غيظ صدور المؤمنين كذلك بقاءهم على أعمالهم الفاسدة وعدم أجرهم عليها وقبول أعمال المؤمنين وأخذهم أجورها يشفي غيظ صدورهم (فاتقوا الله تعالى فإنكم في هدنة) هي بالضم: المصالحة، وكأنه أمر بالتقية في دولتهم بقرينة التعليل والتقية من تقوى الله تعالى وطاعته (وأدوا الأمانات) إلى أهلها وإن كان كافرا كما يؤتي ويدل عليه الآية الكريمة (فإذا تميز الناس فعند ذلك ذهب كل قوم بهواهم وذهبتم بالحق ما أطعتمونا) التميز عند ظهور الصاحب (عليه السلام) أو عند قيام الساعة والباء في الموضعين للتعدية أو بمعنى مع أوالي، والمراد بالإطاعة المتابعة في الأعمال وحملها على الإقرار بعيد (أليس القضاة والأمراء وأصحاب المسائل منهم. انتهى) الاستفهام للتقريب وأصحاب المسائل هم الفقهاء وأهل الإفتاء وفيه ترغيب في المماشاة معهم والتقية منهم لكثرتهم وقوتهم وضعف الشيعة وقلتهم والحروري الخارجي منسوب إلى حروراء مدا وقصرا هي قرية كان أول اجتماعهم بها والمراد بالشامي بنو أمية أو أهل الشام مطلقا وهم كانوا مرتدين معاونين للمرتد.
* الأصل:
317 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن إبراهيم بن أخي أبي شبل، عن أبي شبل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
* الأصل:
318 - سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن معاذ بن كثير قال: نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير فدنوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: إن أهل الموقف لكثير؟ قال:
فصرف ببصره فأداره فيهم ثم قال: ادن مني يا أبا عبد الله، غثاء يأتي به الموج من كل مكان لا والله ما الحج إلا لكم، لا والله ما يتقبل الله إلا منكم.
* الشرح:
قوله: (ثم قال: ادن مني يا أبا عبد الله غثاء يأتي به الموج من كل مكان) فيه إيجاز الحذف أي فدنوت منه فقال يا أبا عبد الله. والغثاء بالضم والمد: ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره.
* الأصل: