* الشرح:
قوله (طبايع الجسم على أربعة) الطبايع جمع طبيعة كالصبايح جمع صبيحة أو جمع طباع بالكسر كالشمائل جمع شمال والطبيعة والطباع ما ركب في الإنسان من المطعم والمشرب وغير ذلك من الأخلاق التي لا تزايلة ولعل المقصود أن بقاء جسم الإنسان ودوام نظامه إلى أجل مقدر موقوف على أربعة أشياء فلابد من طلب ما هو أوفق به (فمنها الهواء الذي لا يجيء النفس إلا به وبنسيمه ) النسيم أول الريح إذا كان ضعيفا لينا ولا يجيء بالجيم، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة من الحياة (ويخرج ما في الجسم من داء وعفونة بمروره عليه في الخارج ودخوله فيه وخروجه لأن لتحرك النفس تأثيرا عظيما في دفع الداء والعفونة والفضلات البدنية ومنها الأرض التي تولد اليبوسة والحرارة في البدن. أما تولد اليبوسة فباعتبار المجاورة وأما توليد الحرارة فاما لأن شعاع الشمس ينعكس من الأرض إلى البدن كما قيل أو لأن اليبوسة توجب جمود البدن المقتضي لاحتباس الحرارة الغريزية فيه وهي موجبة لقوة المزاج (ومنها الطعام ومنه يتولد الدم) أي من الطعام يتولد الدم الذي له مدخل تام في بقاء الحياة حتى قيل أنه روح البدن وكذا يتولد منه السوداء والصفراء كما ذكره الأطباء (ألا ترى أنه) أي ألا ترى برؤية عقلية وبصيرة ذهنية (أن الطعام يصير إلى المعدة) التي أولها فضاء الفم وفيه ابتداء الهضم (فتغذيه) أي تربيه (حتى يلين) ويصير كيلوسا ثم يصفو فيأ خذ الطبيعة صفوه دما) وتوصل إلى كل عضو حظه ونصيبه بدلا لما يتحلل منه ثم تجعله القوة المشبهة شبيها بالعضو (ثم ينحدر الثفل) إلى الأمعاء المعدة له دافعة (ومنهما الماء وهو يولد البلغم) الذي هو خلط من أخلاط البدن والقدر الصالح منه نفع فيه ومن منافع الماء أيضا ترقيق الغذاء وتلطيفه وإعانته في نفوذه في المجاري الضيقة.
* الأصل:
298 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسين بن أعين أخي مالك بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الرجل للرجل: جزاك الله خيرا، ما يعني به؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش عليه منازل الأوصياء وشيعتهم، على حافتي ذلك النهر جواري نابتات، كلما قلعت واحدة نبتت اخرى سمي (1) بذلك النهر وذلك قوله تعالى: «فيهن خيرات حسان» فإذا قال الرجل لصاحبه: جزاك الله خيرا، فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي قد أعدها الله عز وجل لصفوته وخيرته من خلقه.
* الشرح: