شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣١٤
305 - عنه، عن صالح، عن الوشاء، عن كرام، عن عبد الله بن طلحة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الوزغ فقال: رجس وهو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل فقال: إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ قال: لا علم لي بما يقول، قال: فانه يقول: والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لأشتمن عليا حتى تقوم من ههنا، قال: وقال أبي: ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا قال: إن عبد الملك بن مروان لما نزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده وكان عنده ولده فلما أن فقدوه عظم ذلك عليهم فلم يدروا كيف يصنعون ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة الرجل قال: ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع درع حديد ثم لفوة في الأكفان فلم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا وولده.
* الشرح:
قوله: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الوزغ فقال رجس وهو مسخ كله) الوزغ: جمع الوزغة محركه وهي سام أبرص وفي الكنز سوسمار، والرجس: القذر النجس ويحرك ويفتح الراء ويكسر الجيم والمسخ تحويل صورة إلى أخرى أقبح منها ومسخه الله قردا فهو مسخ ومسيخ. (فإذا قتلته فاغتسل) الحكمة للاغتسال خفية ولا يبعد أنها للخروج من الذنوب كالغسل بعد التوبة والأمر بقتله في كتب العامة أيضا روى مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا، وعنه (صلى الله عليه وآله) « من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك» قال صاحب كتاب إكمال الإكمال: أقل درجات الأمر بقتلها الندب وسماها فويسقا لأن أصل الفسق الخروج وقد حرجت عن أبناء جنسها من الحشرات بكثرة أذايتها فإن لها أنواعا من الأذاية، وقال عياض: تكثر أجر من قتلها بالضربة الأولى على أجر من قتلها في الضربة الثانية عكس ما ألف من الشريعة بأن أكثر ما جاء من تكثره إنما هو على كثرة العمل فالله سبحانه أعلم بحكمة ذلك ولعل الحكمة فيه الحض على المبادرة إلى قتلها والحث على تعجيله خوف أن يفوت (فإذا هو بوزغ يولول بلسانه) في القاموس الولوال: البلبال والدعاء بالويل.
ولولت المرأة ولو إلا أعولت، وفي النهاية الولولة: صوت متتابع بالويل والاستغاثة وقيل: هي حكاية صوت النائحة، قال: (فإنه يقول: والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لا شتمن عليا حتى تقوم من هنا) كراهة لاستماع شتمه (عليه السلام) والشتيمة: اسم لما يشتم به وهو السب الفعلة من باب نصر وعلمه بأنه (عليه السلام) كان على الحق وعثمان على الباطل لا ينافي عداوته فإن العداوة بين المؤمن والكافر لا تزول في البرزخ بل في القيامة أيضا كما قال خليل الرحمن «وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة» (وقال: إن عبد الملك بن مروان لما نزل به الموت
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557